واختارت المحاضرة عنوان «السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية من خلال الوثائق الملكية»، وهو موضوع مهم ضمن الأفق السياسي الذي نعيشه اليوم. غير أنّ أهمية الموضوع لا تأتي فقط من خلاله الموضوع، بل أيضاً من جانب المنهجي، بحيث يُخرج موضوع الصحراء المغربية من الكتابات الصحفية، ومتابعة الآني، صوب الاعتماد على وثائق تاريخية يستطيع المتلقي عبرها أنْ يبني تصوراً سردياً حول المراحل التاريخية التي مرّت منها الصحراء المغربية.
وبالنّظر إلى التحولات العميقة التي مرّ منها الموضوع في السنوات الأخيرة، فإن الملاحظ هو مدى غياب صوت المؤرّخ من النقاش العمومي، وهو أمرٌ يطرح عدّة تساؤلات وجودية حول أسباب غياب المؤرّخ. مع العلم أنّ هذا الأخير له من المعارف والأفكار والمفاهيم، ما يجعله يُقدّم رؤية تحليلية لفهم جذوره التاريخية وأبعاده السياسية.
تمتلك بهيجة السيمو، بحكم موقعها باعتبارها مؤرخة، من الأدوات المعرفية، ما يجعلها تعمل على إنتاج سردية تاريخية تدحض كل الأغاليط المُلتصقة بمسام الموضوع. ذلك إنّ المؤرخة تنطلق من وثائق تاريخية تؤكّد مغربية الصحراء وسيادة البلد على كافة أقاليمه الصحراوية. وهو أمرٌ يعطي للمؤرخ قيمة كبرى في تحليل السياقات وفهم الوضعيات وإنتاج الأفكار.