ومن الأفلام المشاركة في هذا الحدث السينمائي، نجد كلّ من فيلم « كذب أبيض » لأسماء المدير و« عصابات » لكمال الأزرق و« أنيماليا » لصوفيا علوي، ثم « خمسة وخمسين » لعبد الحي العراقي في أوّل عرض له بشمال إفريقيا. وسيتم عرض هذه الأفلام ضمن عدد من الفنانين والمخرجين بالعالم العربي، بما يجعل المهرجان بمثابة مختبر بصري قادرٍ على تحقيق تناغم فني بين الأفلام المعروض في علاقتها بالتحوّلات السياسية والاجتماعية التي تطال العالم العربي. ولاشكّ أنّ هذه الأفلام المُتوّجة في عددٍ من المهرجانات الدولية لها ما يُميّزها من الناحيتين الفنية والجمالية وقادرة على الاستمرار في البحث لها عن هوية سينمائية داخل مهرجانات دولية أخرى.
حظيت السينما المغربية في الآونة الأخيرة بتمثيلات دولية، بعدما تم عرض العديد من الأفلام ضمن أكبر المهرجانات السينمائية في العالم. وهو أمرٌ يُؤكّد المكانة المركزية التي بات يحظى بها المغرب على المستوى العالمي. تجارب جديدة لم يكُن يسمع بها أحد، لكنّها استطاعت أنْ تفرض نفسها ضمن مهرجانات عالمية أخرى. بل إنّ المشاركة الأخيرة للمغرب في مهرجان « كان » السينمائي، رفعت من منسوب الوعي تجاه السينما الجديدة وكشفت عن وجود وجوه واعدة تقتحم بقوّة المَشهد السينمائي وتُساهم في تجديده على مستوى الموضوعات والتصوير والكتابة والأساليب السينمائية المعتمدة في التعبير. بل إنّ المُشاهد حين يُشاهد جملة من هذه الأفلام الجديدة، فإنّه يتعرّف عن كثب عن الملامح الفنية والجماليّة التي باتت تنطبع بها التجربة السينمائية بالمغرب.