ربورتاج: بعد تأخر أشغاله لسنوات.. مُركّب الحرية بفاس يعاني الإهمال والتهميش

بعد تأخر أشغاله لسنوات.. مُركّب الحرية بفاس يعاني الإهمال والتهميش

بعد تأخر أشغاله لسنوات.. مُركّب الحرية بفاس يعاني الإهمال والتهميش

في 04/08/2024 على الساعة 20:15, تحديث بتاريخ 04/08/2024 على الساعة 20:15

فيديوحالة من الاحتضار الفني والثقافي تلك التي تشهدها مدينة فاس، بعد توقف أشغال تهيئة المركب الثقافي الحرية لأزيد من أربع سنوات، الأمر الذي أغضب الجسم الثقافي بالمدينة، الذي ما فتئ يبحث عن فضاء بديل لتنظيم أنشطته، ولا يزال يجهل مآل هذا الورش وأسباب تعثر أشغاله الذي ساهم بشكل أو بآخر في سد هذا الخصاص.

حالة من الاحتضار الفني والثقافي تلك التي تشهدها مدينة فاس، بعد توقف أشغال تهيئة المركب الثقافي الحرية لأزيد من أربع سنوات، الأمر الذي أغضب الجسم الثقافي بالمدينة، الذي ما فتئ يبحث عن فضاء بديل لتنظيم أنشطته، ولا يزال يجهل مآل هذا الورش وأسباب تعثر أشغاله الذي ساهم بشكل أو بآخر في سد هذا الخصاص.

وبدا واضحا شكل المركب الثقافي بعد انتهاء ترميمه، فالحال على ما هو عليه، يقول متابعون للشأن الثقافي بالعاصمة العلمية، مضيفين: «إن لم يكن أسوأ، نوافذ زجاجيه مكسرة، أبواب مهمشة، وواجهة خارجية أثارت استغراب الجميع، فالمشروع في شكله الحالي لا يفتقد التمويل فحسب، بل لاستراتيجية واضحة المعالم لتدبيره، في غياب أي توضيح لمسؤولي الجماعة حول أسباب تعطل استكمال هذا الورش، رغم أن ترميمه ضخت له ميزانية جد ضخمة».

وفي هذا الصدد، قال رائد الكوراري، فنان مسرحي و مدير فني لجمعية مبدعون ومبدعات، في تصريح لـLe360، إن المركب الثقافي الحرية يعتبر المتنفس الوحيد لمدينة فاس في كبريات العروض والمهرجانات والمسرحيات، في ظل غياب مراكز تفتقر لأبسط البنيات التحتية المجهزة لتنظيم هكذا تظاهرات.

وطالب المتحدث ذاته المجلس الجماعي لمدينة فاس بـ«تسريع وثيرة العمل لإنهاء الأشغال بالمركب الثقافي، التي امتدّت لوقت طويل لأن الوضع أصبح يشكل عائقا حقيقيا أمام كل مهتم بالشأن الثقافي بالمدينة».

وفي سياق متصل، اعتبر أسامة لعزيري، فنان مسرحي ورئيس جمعية مبدعون ومبدعات، أن فتح مركب الحرية في وجه شباب مدينة فاس وجمعيات المجتمع المدني أضحى ضرورة ملحة، لكي يستعيد وهجه وحركيته وديناميته، من خلال تنظيم مجموعة من المهرجانات والجولات المسرحية بشكل يومي، بغض النظر عن وجود دور شباب تعد هي الأخرى على رؤوس الأصابع، مضيفا: «فاس اليوم تعاني كثيرا كثيرا».

وكانت جماعة فاس قد أطلقت صفقت أشغال تهيئة المركب الثقافي الحرية، والتي فازت بها مقاولتان، تكلفت الأولى بالشق الخارجي للمركب، والثانية بشقه الداخلي. وللإجابة عن حصيلة الترميم هاته، حاولنا ربط الاتصال بكل من عمدة مدينة فاس عبد السلام البقالي، ونائبته المكلفة بالشأن الثقافي حكيمة الحطري، لكن هاتفيْهما ظلّا يرنان مرات عديدة دون أي مجيب.

من جانبه، تأسف علي لقصب، عضو بجماعة فاس، على الوضع الذي آل إليه المركب الثقافي الحرية، مشيرا أن هذا الأخير لعب أدوارا طلائعية في الترويج للمنتوج الفني والثقافي بمدينة فاس على مدى عقود من الزمن، مردفا: «للأسف تحول اليوم إلى شبه أطلال في غياب أي معطى يؤكد أو ينفي الوضعية المزرية التي أصبح يعيشها».

وعلى اعتبار أن إعادة تهيئته كانت رهانا حقيقيا للنهوض بالأنشطة الثقافية من داخل مدينة فاس، كان من المفترض أن يتم التفكير في مستقبل المركب وفق مقاربة تشاركية، تشرك كل الفاعلين والرواد والفنانين الثقافيين وكذا المسرحيين والسنمائيين والشباب.

عدم إعادة فتح المركب الثقافي الحرية، جعل الجمعيات تعاني في إيجاد فضاء ملائم لتنظيم أنشطتها، في الوقت الذي فتحت فيه الجماعة مقرها في ملعب الخيل، لاحتضان أنشطة سياسية ونقابية وجمعوية وفنية لتغطية هذا الضعف، بشكل جعل الجميع يتسائل عن إن كان مقر الجماعة أصبح فضاء للسهرات وغيرها.

ويضيف علي لقصب، في تصريحه لـ360: «قاعة الجماعة تحولت إلى قاعة للحفلات، نددنا في العديد من المحطات بهذه المسألة، وما نراه اليوم من داخل القاعة الكبرى للجماعة هي عدد من المحطات المرتبطة بفنون تقتصر على الغناء فقط في حين يتم تهميش شق ثقافي آخر مهم يحتاج لإعادة فتح المركب الثقافي الحرية لاستعادة وهجه وإشعاعه».

ويضيف المتحدث نفسه: «المطلوب اليوم هو أن مجلس جماعة فاس يجب أن يتحمل مسؤوليته الكاملة وخصوصا مدبري الشق الثقافي من داخل الجماعة، في ضرورة الإسراع بإصلاح وتأثيث هذا الفضاء بكل التجهيزات اللازمة التي من الممكن أن تساهم في حلحلة الوضعية الفنية والثقافية والتي ستنعكس إيجابا على المنتوج الفني والثقافي بالمدينة ».

وعلى أمل إيجاد توضيح لتساؤلات الجسم الثقافي، يؤكد مهتمون، على ضرورة وجب فتح حوار محلي مع مختلف الفرقاء والمتدخلين في الشأن الفني والثقافي من داخل مدينة مدينة فاس، من أجل تبني وبلورة سياسة ثقافية تراعي الفوارق الاجتماعية، على أمل فتح فضاءات مشابهة في مختلف المقاطعات التي تفتقر للحد الأدنى من البنيات التحتية الفنية.


تحرير من طرف يسرى جوال
في 04/08/2024 على الساعة 20:15, تحديث بتاريخ 04/08/2024 على الساعة 20:15