وفي التقديم الذي وضعه الناقد نجيب العوفي للكتاب، يرى بأنه عمل شعري يتميّز بـ « نصاعة وجزالة اللغة الشعرية، وثراء وحرارة الشحنة الفكرية والتأملية الاستعارية كأني برّلات الشعر يبعثن بين الحين والآخر من يجدد للقصيدة شبابها ويطرّز إهابها. والشاعر المغربي صالح لبريني أحد هؤلاء المبعوثين المنذورين للقيام بهذه المهمّة الشعرية الجميلة، مع طلائع الألفية الثالثة حيث فتَرت وقْدة الشعر واعترى الكلمةَ وهَنٌ وخمول واختلطت الأوراق الشعرية غثّها بثمينها، فما يدري خَراش ما يصيد. ولأنّ في كل قصيدة عظيمة قصيدة ثانية هي اللغة، حسب عبارة بول إيلوار، فقد كان رهان صالح رهانًا جماليًّا ودلاليًّا في الأساس. ومبنى الكلام لا ينفصل عن معناه وفحواه.
ففي نظر العوفي، فقد « اتّسمت التجربة الشعرية الثرّة للشاعر بسمَتين أساسيتين، نصاعة وجزالة اللغة الشعرية من جهة، وثراء وحرارة الشحنة الفكرية والتأملية الاستعارية التي ترشح بها هذه اللغة من جهة ثانية. ولا غرو، فصالح لبريني يجمع في توليفة منسجمة بين قول الشعر وإبداعه وقراءته ونقده. فهو أذن على بيّنة من أسرار الصنعة مع ديوانه الجديد هذا، يصحّ القول / حيّ على الشعر ».