عرف اللقاء الذي نظمته جمعية الصويرة موغادور، حضور شخصيات فكرية وثقافية من بينها مستشار الملك محمد السادس ورئيس الجمعية، أندري أزولاي، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني الأسبق رشيد بلمختار، وعمدة المدينة طارق عثماني، إلى جانب عدد من المفكرين والفنانين والصحافيين والفاعلين الجمعويين، من المسلمين واليهود.
افتتح أندري أزولاي، المنتدى بكلمة استعاد فيها روح هذا اللقاء الذي يرافق مهرجان الأندلسيات الأطلسية منذ عقدين، قائلا: «أود التوقف عند خصوصية هذا الموعد الصباحي الذي نحافظ عليه منذ عشرين سنة. فهو لحظة حميمة وصادقة، تجمعنا حول طاولة واحدة لنتحاور بعيدا عن الرسميات، في فضاء يتسع للنقاش الحر».
وأضاف أزولاي: «على امتداد عشرين سنة، لم نغير موضوع هذه الجلسة، لأننا نؤمن بأن قيمتها تكمن في استمراريتها، وفي قدرتها على تجديد السؤال نفسه عبر أصوات وتجارب مختلفة».
وتابع قائلا: «لسنا هنا فقط لنؤكد أهمية المكان، أي الصويرة، بل لنتأمل معا في معنى الموسيقى والتبادل حول الموسيقى، وقدرتهما على تحقيق ما تعجز عنه السياسة أحيانا».
من جهته، قال عمدة مدينة الصويرة طارق عثماني في تصريح لـLe360: «هذا المنتدى الذي ننظمه منذ عشرين سنة يتناول تحديدا أهمية الرابط وأهمية الأماكن. فالصويرة والموسيقى الأندلسية لهما تاريخ عظيم. في هذا المكان الذي كنا فيه اليوم عشنا فيه على مدى ثمانين أو تسعين سنة لحظات عظيمة للموسيقى الأندلسية بين اليهود والمسلمين. وهذه اللحظات تتواصل اليوم من خلال الفعاليات التي ننظمها».
وأوضح المتحدث نفسه أن «اختيار بيت الذاكرة لاحتضان المنتدى، بعد سنوات من تنظيمه في دار الصويري، لم يكن محض صدفة، بل لكون المكان يشكل رمزا للذاكرة الحية وللوصل بين الأجيال».
وفي حديثها عن خصوصية المكان، أوضحت غيثة ربولي، مديرة بيت الذاكرة، في تصريح لـLe360، أن بيت الذاكرة «ليس متحفا بالمعنى التقليدي، بل بيتا يحتضن الجميع، فهو مشروع وطني، ليس مشروعا عرقيا أو إثنيا».
وأردفت قائلة: «الصويرة مرآة لمغرب فسيفسائي، أمازيغي وعربي وعبري وأندلسي ومتوسطي... وهذا المنتدى يجسد معنى الرابط الذي يوحدنا في إطار تنوعنا».
وعبرت عنات ليفي، وهي مستشارة لبناء الشراكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن عمق تأثرها بالمنتدى، قائلة: «منذ زيارتي الأولى للصويرة سنة 2015، شعرت كيهودية بأنني أنتمي أيضا إلى العالم الإسلامي. هنا تعلمت أن الثقافة يمكن أن تكون الجسر الأجمل بين الناس».
وأضافت: «هذا المهرجان ليس مجرد حدث موسيقي، بل مدرسة في الحكمة والتسامح، نتعلم منها كل عام كيف نصنع اللقاء ونحافظ على الذاكرة».




