يتكون العمل الشعري الجديد من 3 عناوين صغيرة «نار خفيفة أدفئ عليها أيامي» و«حبّ قديم يجثو أمام بيتي» و »أقرع طبلاً في غابة ». في هذا العمل يواصل الخصار استئناف مشروعه الشعري عبر قصيدة تختلف في الشكل وتحاول جاهدة عبر شعرية الصورة أنْ ترسم لها أفقاً بصرياً مختلفاً. رغم أنّ قصائد الديوان تبدو وكأنّها تعيش نوعاً من النوسطالجيا الساحرة التي ترصد مجموعة صور وقصص وحكايات معتقة في جرار الطفولة والصبا. يقول الناشر « عادة ما يكون الحنين لما مضى، لأيام خلت، أو لزمن سحيق أو لتاريخ. إنّما هنا، مع الشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار، يتحول الحنين لزمن متخيل ربما قادم أو قد لا يأتي، بل من المفترض بنوع من القراءة المتأنية ألا يأتي فمثما أن النوستالجيا عالية الحضور في هذا الديوان، إلا أن ثمة علاقة حميمة مع الأشياء الراهنة، إنما ليست كما هي في الواقع، بل كما يراها الشاعر، الأشياء وقد أضفى عليها لمسة خاصة عبر مشاعره وأحاسيسه وعبر رؤيته أيضاً ».
نقرأ في الكتاب « أجلسُ عارياً في كهف، هارباً من ريحٍ غادرة، ومن شمسٍ لم تكنْ لي. أُحدِّقُ في الظُّلمةِ، وأُداوي جراحي بسكاكينَ وحِراب. في عينَيّ يرتعشُ خوفُ الخليقةِ، وعلى جبيني عَرَقٌ ورِيش. أحلامي خدشتْها مخالبُ الوقت. زاهدٌ في كلِّ شيء. أضربُ حجراً بحجرٍ، وأُشعلُ ناراً خفيفةً أُدفِّئُ عليها أيَّامي ».