تتناول هذه الدراسة «بلاغة الدعاية السياسية بوصفها أداة خطابية تهدف إلى التأثير في الجماهير وتوجيهها، ونشتغل في إطارها على تحليل آليات إنتاجها وأساليب تأثيرها في المجالين السياسي والأدبي، انطلاقا من قناعتنا بأن الدعاية لا تقتصر على محتوى الرسائل التي تحملها، بل تشمل أيضًا الأساليب البلاغية التي تُوظف لإقناع المتلقين وتحقيق أهدافها».
ويعتمد الباحث في كتابه هذا على «إظهار الأثر الدعائي في المجال السياسي على تحليل خطب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر التي شكلت نموذجًا بارزًا للدعاية في العالم العربي خلال القرن العشرين، ونستعرض بهذا الصدد أبرز الاستراتيجيات البلاغية التي اعتمدها الخطيب في خطبه، مثل اللوغوس والإيتوس والباتوس، ونظهر الوسائل التي وظفها في ظل هذه الاستراتيجيات من أجل استمالة الجماهير، وتعزيز موقعه السياسي، وممارسة القتل الرمزي في حق الخصوم».
وحسب نفس المصدر فإنّ الكتاب يُسلّط «الضوء في مجال الأدب على روايات دعائية واكبت مشاريع جمال عبد الناصر السياسية والاجتماعية، ونحلل عتبة العنوان والمكونات السردية في هذه الروايات في بُعْدَيْهَا الدعائي والدعائي المضاد ضمن إطار عام، نبرز فيه دور الأدب في خلق فضاء تخييلي يدعم الرسائل الدعائية، ويعزز حضورها في ذاكرة المتلقين».
وتهدف الدراسة غي نظر صاحبها «إلى تقديم فهم أعمق للعلاقة بين البلاغة والدعاية السياسية، مع التركيز على إظهار دور الأساليب البلاغية في إنتاج خطاب دعائي مؤثر. كما تسعى إلى الكشف عن مساهمة الدعاية في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي خلال فترة حاسمة من تاريخ العالم العربي».
