بمحاميد الغزلان في صحراء المغرب، معبر القوافل التجارية العابرة للصحراء في ما مضى، يسلط مهرجان الرحل الدولي الضوء على تقاليد وأنشطة الرحل، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم، لإسْعاد الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم واكتشاف تجربة أصيلة وغامرة في قلب ثقافة الرحل.
وأبرز المنظمون أن «هذه التظاهرة التي ستقام بالهواء الطلق في إطار طبيعي خلاب، تعد فرصة للاكتشاف والاحتفال بالتراث الغني للرحل من خلال إقامة حفلات موسيقية وعروض ومعارض وورشات وندوات».
ويستضيف المهرجان العديد من الفنانين والموسيقيين من مختلف البلدان ليقدموا للجمهور برنامجا غنيا ومتنوعا، ويتعلق الأمر بالمطربة اللبنانية جاهدة وهبه «كاهنة المسرح»، إضافة إلى الفنان الطوارقي أحمد أغ كايدي ليُمتع جمهور المهرجان بموسيقى البلوز الطوارقية. كما سيستضيف المهرجان الفرقة الأمازيغية الشابة الموهوبة «تاروى ن-تينيري» بإبداعاتها الأمازيغية الممزوجة بموسيقى البلوز وموسيقى الطوارق، بالإضافة إلى مجموعة إفريقيا فيزيون من السنغال وبوركينا فاسو وغانا، والفنان الشعبي يونس بولماني وعدد من المواهب الأخرى.
وفي ما يخص العادات والتقاليد، يضيف البلاغ، «يعتبر خبز الرمل أو «الملا» أحد الأنشطة الرئيسية للمهرجان، حيث سيعمل «الرجال الزرق» على إبراز معرفتهم ومهارة أجدادهم في تحضير هذا الخبز المميز للغاية».
أما على المستوى الرياضي، سيتنافس المشاركون الشباب في مباراة لـ«هوكي الرّحل»، كما يتضمن البرنامج سباق للهجن، وهي مسابقة رئيسية في هذه التظاهرة.
وتُنظّم التظاهرة بدعم من عمالة إقليم زاكورة، ووزارة الثقافة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ودار الصانع، والمجلس الإقليمي لزاكورة، وجهة درعة تافيلالت، مكتب الاستثمار الفلاحي، المجلس الإقليمي للسياحة وآخرين.
وذكر مدير المهرجان نور الدين بوكراب: «ستتحفنا شخصيات دولية مشهورة، مثل الحكواتيات باسكالين جرانجان ونبيلة الفهمي وساليف بيرثي وغيرهم، بحضورهم يوم السبت 29 أبريل على هامش المهرجان، لتُسافر بنا من خلال القصص والحكايات في فضاءات الصحراء».
وأشار المنظمون إلى أن «مهرجان الرحل ينفتح من جديد على جمهوره، ويستمر في أداء مهمة تثمين المنتوج الثقافي، وتسليط الضوء على غنى ثقافة الرحل عبر العالم، مستندا في ذلك على برنامج فني وثقافي زاخر، وفي وسط صحراوي بامتياز، كفيل بنقل ضيوف محاميد الغزلان إلى عوالم الثقافة المحلية وجمالية المحيط الصحراوي الناطق بالتاريخ، ويحقق بذلك هدفه النبيل في دعم وتعزيز التبادل الثقافي والفني، إضافة إلى تسليط الضوء على منطقة محاميد الغزلان وتراثها الغني وجمالية صحرائها».