وقع الاختيار على الفيلم بعد ترميمه وصيانته من طرف المركز السينمائي، حتّى تتمكّن الأجيال الجديدة من مشاهدة الفيلم وتتبّع المسارات الجمالية التي قطعتها سيرة لطيف لحلو في علاقتها بالمجتمع. ويحكي الفيلم قصّة موظف بسيط يسافر من الريف في اتجاه مدينة الدارالبيضاء، بكل ما تعرفه المدينة من تحوّلات سياسية واجتماعية في ذلك الإبان، فيُصاب الموظف الذي يبحث عن وظيفة بنوع من الخوف، بحيث لا يستقيم حاله، فيجد نفسه في دوامة من الأسئلة الوجودية حول البقاء والرحيل. كتب سيناريو الفيلم عبد الكريم غلاب وأدرى أدواره كل من حميدو بن مسعود وفاطمة اليخ وإدريس بناني وعزيز موهوب وفاطمة الركراكي وغيرهم.
يعتبر لطيف لحلو عميد السينمائيين المغاربة، إذْ استطاع من خلال فيلموغرافيته أنْ يجترح صورة مغايرة للمجتمع المغرب بعد مرحلة الاستقلال، طالما اعتبر فيلمه « شمس الربيع » أنجح الأفلام السينمائية الأولى في المغرب، لأنّ شكل انطلاقة حقيقة لسينما واعدة لا ترهن نفسها بالخطابات السياسية التي تجعلها شبيهة بالروبورطاجات، ولكنْ بالرهان على الأبعاد الجمالية التي تُمثّل عمق العمل السينمائي.