بعد جائزة الشارقة.. إبراهيم الكراوي يُفكك معمارية الخطاب الشعري

كتاب جديد

في 06/03/2025 على الساعة 08:30

بعد فوزه بجائزة الشارقة للنقد، أصدر الباحث والناقد إبراهيم الكراوي كتابه الجديد « معمارية الخطاب الشعري الحديث.. الأنساق وبنيات التحوّل » ضمن منشورات دار توبقال.

يأتي هذا الكتاب بعد سلسلة من الأعمال النقدية التي كتبها الكراوي والتي استطاع من خلالها أنْ يغدو واحداً من التجارب النقدية الواعدة التي تكتب بوعي ثقافي مختلف ويحاول عبر ما يكتبه أنْ يحفر في بنية الشعرية العربية الحديثة منها والمعاصرة. وفي الوقت الذي يعمل فيه العديد من الباحثين على النزوع صوب الكتابة عن الرواية وعوالمها المتخيّلة، يحفر الكراوي عميقاً في المتخيّل الشعري ويسعى جاهداً إلى التعريف بالعديد من الشعراء وإبراز تجاربهم وقضاياهم وسيرهم. سيما وأنّ الثقافة المغربية تعيش اليوم تراجعاً كبيراً على مستوى الاهتمام بالشعر خاصة من لدن الناشرين الذين أصبحوا يبتعدون عن نشر الشعر بسبب غياب القارئ لهذا الجنس الأدبي.

ينتمي إبراهيم الكراوي إلى الأجيال النقدية الجديدة التي تعمل على كتابة نصّ نقديّ مغاير، لا يقف عند حدود التراكم المفاهيمي حول العمل الشعري، بقدر ما يُوسّع من حدود الاشتغال على بنية النصّ وإعادة تمثّله وفق مقاربات تمتح معينها من العلوم الإنسانية والاجتماعية، بغية تقديم قراءة مغايرة للعمل وإعادة ضبط معانيه وجمالياته.

يقول الكراوي في كتابه الجديد « كيف يتشكل الخطاب الشعري في ظل التعدد المرجعي وفي ظل بنيات والتناقض والتعارض والتماثل والتواري التي تسم البنيات الداخلية للخطاب الشعري الحداثي؟ هل تخضع تشكلات بنيات الخطاب الشعري لقوانين المنفتح أم أنه نسق منغلق ومقيد بحدود صارمة؟ إذن كيف يتم الانتقال من البنيات إلى النسق؟ هل يفضي تحليل بنيات التحول في الخطاب الشعري إلى استخلاص جنس الخطاب وهويته الشعرية؟ إن فرضيتنا في هذا العمل، ستنطلق من كون فن المعمار في الشعرية الجديدة أسس خطاباً شعرياً جمالياً متحولاً وحاول أن يجيب عن أسئلة الواقع والسياق بكل تجلياتهما وأبعادهما من جهة، علاوة على إعادة تأمّل حدود الخطاب الشعري نفسه من زاوية علاقته بالتلقي ورهانات الحاضر ».

من ثمّ يرى بأنّ كتابه يحاول « تدشين مرحلة جديدة في تناول الشعرية العربية، من حيث المنهج الذي يطمح إلى البحث في مقترح إمكانية اختبار الحديث عن ما بعد الشعرية الكلاسيكية، وتجاوز المعضلات المنهجية التي أبعدت الشعر عن قارئه، وحولته إلى بنيات مغلقة جافة، لا علاقة لها بالذات والوجود. لقد أبرزنا بشكل جلي هذه التقاطعات والأسس والأبعاد المعرفية التي ينهض عليها تحليل الخطاب باعتباره ممارسة نقدية وتفكيكا من أجل إعادة تركيب العالم ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 06/03/2025 على الساعة 08:30