يمثل هذا العمل الذي عرض لأول مرة في المغرب بعد جولة دولية شملت مهرجانات بارزة، أبرزها مهرجان كان السينمائي، (يمثل) نافذة على عوالم الشيخات، اللاتي يعكسن قصصا من النضال والتحدي في مواجهة القيود الاجتماعية.
في لقاء خاص مع Le360، تحدث نبيل عيوش عن دوافعه لاختيار هذا الموضوع قائلا: « منذ لقائي الأول مع الشيخات في 1999 خلال فعالية في قصر فرساي بفرنسا، وجدت نفسي مأخوذا بتجربتهن الإنسانية والفنية. أردت أن أبرز قصصهن وتاريخهن الغني الذي يمثل جزء مهما من تراثنا الوطني. لذلك قررت أن أخصص فيلما يحكي عن إحداهن، وتحديدا شخصية تودا، التي تعبر عن الحلم والمقاومة. »
اختيار الممثلة نسرين الراضي لتجسيد شخصية تودا لم يكن عشوائيا، تحدث عيوش عن هذا التعاون قائلا: « كتبت السيناريو بالتعاون مع مريم التوزاني، وكانت نسرين هي الخيار الأول. قلت لها: لا حاجة للكاستينغ، الدور مكتوب لك. لكن التحدي كان كبيرا، تدريب مكثف دام عاما ونصف لتتقن أداء الشيخة من الغناء إلى الحركات وحتى فهم لغتهن وثقافتهن. نسرين كانت مستعدة لتقديم كل ما يتطلبه الدور، وهذا ما جعل الأداء مقنعا إلى هذه الدرجة. »
عن ظروف التصوير، أوضح المخرج أن الفيلم استغرق عاما كاملا لتصوير مشاهده بين الطبيعة والمناطق الريفية والجبلية، مما أضاف طابعا بصريا فريدا. وأكد عيوش أن هدفه كان إظهار العلاقة العميقة بين الشخصية والطبيعة المحيطة بها.
حظي الفيلم باستقبال مميز في المهرجانات الدولية، من كان إلى نيويورك ولوس أنجلوس، وصولا إلى مراكش. عن هذه التجربة، علق عيوش قائلا: «عرض الفيلم في مهرجان مراكش كان له طعم خاص. هنا، نعيش مع الجمهور المحلي الذي يشعر بعمق القصة والرسالة. على الرغم من النجاح العالمي، لا شيء يعادل التفاعل المباشر مع الجمهور المغربي الذي يتقاسم معنا هذا التراث».