تأتي قيمة هذه الدراسة البحثية في كونها تسُد فراغاً مهولاً في الأنثروبولوجيا التاريخية، سيما وأنها تنطلق من موضوع المرأة الذي رغم ما كُتب فيه من الجانب الأدبي، يظل في حاجة إلى مقاربات جديدة بها تُضيء تمثلات المرأة داخل الكتابات الاستشراقية بحكم المكانة العلمية التي يتنزلها الخطاب الاستشراقي داخل الفكر العربي المعاصر. لذلك تحاول الدراسة أنْ تقف عند نماذج من الرحلة واستشكال صورة المرأة داخل هذا المنزع الأدبي. يقول الباحث « تبقى كتابات الرحالو الأوروبيين حول المغرب والمغاربة من بين الأوليويات البيبليوغرافية التي تتيح تحقيق رهان المعرفة التاريخية. هذا الرهان الذي تزداد أهميته أكثر عندما يتصل بموضوع العامة من نساء المغرب وتاريخ المهمشات اجتماعياً وإسطوغرافياً. فئة اجتماعية، ليس من السهل أن تتيسّر كل الإمكانات المصردية من أجل الخوض فيها ».
يضيف الباحث لهذا كان الرهان على ما أنتجه الرحالة الأوروبيون، من نصوص حول المغرب والمغاربة عموماً، والمرأة المغربية على وجه الخصوص، ضمن دراسة تاريخية شاملة وجامعة، تتوخى النبش في واقع هذه الفئة وتسليط الضوء على بعض زواياه المظلمة والابتعاد عن كل رد فعل متحيّز ومتعصب تجاه هذه الكتابات. وكل ما من شأنه تضليل المعرفة التاريخية أكثر من الهدي إليها. مع العمل على كشف ما أفرزه الخطاب الرحلي الأوربي من صور حول المرأة المغربية وواقعها« .
