يخصص بول لوف ورشته السادسة حول « ثقافة المخطوطات عند الإباضية في شمال إفريقيا والمبادلات الدولية الحديثة للحفاظ عليها. وتأتي هذه الورشة ضمن عددٍ من الورشات التي يقوم المعهد بها من أجل تكريس ثقافة البحث في تاريخ المغرب. خاصّة وأنّ دراسة التاريخ تُساعد الباحثين والطلبة وكافة عموم الناس على استيعاب المخاض العسير الذي تمُرّ منه البلدان في سبيل الحصول على استقلالها واسترجاع وحدتها وكيّانها وتكريس سيادتها على أرض الواقع. كما تُمكّننا دراسة التاريخ على التوقّف عند أهم المحطّات الأساسية التي طبعت المجتمع وأفرزت نمطاً معياً من الممارسة، كما هو الحال مع المخطوطات التي عُرف بها المخطوط في تاريخ المغارب.
ورغم المكانة التي يتنزّلها المخطوط في تاريخ هذه البلدان إلاّ أنّ هناك نوعاً من التهميش في دراسة المخطوط اليوم، إذْ لا نعثر على مختبرات خاصة بدراسة هذا النوع من الكتابات التي تُقدّم العديد من المعلومات حول الزوايا والفقهاء وبعض سير العلماء في مناطق متعدد من تونس والمغرب على سبيل المثال لا الحصر. من هنا، تأتي قيمة هذه الورشة التي يُنظمها المعهد الملكي في الرباط من أجل تكريس ثقافة المخطوط ودورها البارز على مستوى البحث التاريخي المعاصر، لأنّها تُقدّم للباحث والمؤرّخ على حد سواء مجموعة من المعلومات حول تاريخ القبائل وحياة بعض المقاومين والزوايا والروابط الاجتماعية بين الناس.




