اختيار المدير ضيفة على فقرة المحادثة نابعٌ من رغبة في إفساح المجال أمام السينمائيين الشباب لتقديم أفكارهم ومواقفهم ورؤاهم حول السينما. كما يأتي هذا الاختيار بحكم المكانة التي باتت تشغلها المدير داخل السينما المغربية وما استطاعت أنْ تُحدثه من تغيير على مستوى العقليات، بعدما بات من الممكن بالنسبة للسينما المغربية اختراق جدار الصمت والرهان على أبعاد كونية. ومنذ عرض فيلمها في كان وحصوله على جائزة هنا لفتت المدير الأنظار إلى تجربتها السينمائية بعدما أصبح اسمها معروفاً داخل الوسط الفنّي. فقد فيلم « كذب أبيض » من مخرجته شهيرة ليس في المغرب وإنما في العالم، إذْ حصل الفيلم على جوائز كثيرة واستطاع أنْ يُلفت الانتباه إلى قيمة المخرجة وأسلوبها الفني في بسط قصص وحكايات ومعالجة قضايا وإشكالات ذات صلة بجسدها وعائلتها ومجتمعها.
يحكي فيلم « كذب أبيض » قصّة شابّة « تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. في منزل عائلتها، بدأت في فرز كل أغراض طفولتها. في لحظة معينة ترى صورة: أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال. على حافة الإطار، هناك فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل. إنها الصورة الوحيدة لطفولتها، الذكرى الوحيدة التي يمكن أن تعطيها والدتها لها. لكن أسماء مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة. على أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم أسماء كاميرتها وتتلاعب بهذه الحادثة الحميمية للحديث عن ذكريات أخرى تشك فيها أيضا. تصبح هذه الصورة نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. شيئا فشيئا، تستكشف أسماء ذكريات حيها وبلدها. »