وسعت هذه التظاهرة، التي نظمتها مؤسسة جوائز مغاربة العالم، ومجلة « بي إم »، ومجلة « d’ici et d’ailleurs »، والتي تميزت بحضور ثلة من الشخصيات البارزة من مختلف المشارب، من بينها، على الخصوص، زكية خطابي، وزيرة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة والصفقة الخضراء، وجليل بنعبد الله، نائب رئيس جهة أوكسيتاني، إلى إبراز المسارات المتميزة للمغاربة المقيمين بالخارج، وإرساء صلات بين هؤلاء المغاربة الذين لهم مسارات متميزة وبلدهم الأم ، المغرب.
وتم خلال هذه الدورة الغنية بالألوان، انتقاء 18 مرشحا من بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بواقع ثلاثة مرشحين في كل فئة من الفئات الست، وهي « السياسة »، و« المقاولة »، و »المجتمع المدني »، و »الفن والثقافة »، و »البحث العلمي » و« الرياضة ».
وهكذا، منحت لجنة التحكيم، التي ترأستها إلهام قادري، وهي أول امرأة تشغل منصب رئيسة مديرة عامة لشركة سولفاي، إحدى أكبر المجموعات الكيميائية في العالم، من شخصيات مرموقة، من قبيل حميد بوشيخي، أحد الشخصيات البارزة في مجال التدبير، وكريم بسرير، عضو المكتب التنفيذي ل »MeM by CGEM " الموجه للمنطقة الـ13، ومحمد العسري، المكلف بمهمة في الألعاب الأولمبية (باريس 2024) وبطل سابق في رياضة الجيدو، وآمال داود، رئيسة تحرير مجلة « بي إم »، جائزة فئة « البحث العلمي »، لرشيد الكراوي، المتخصص في الخوارزميات الموزعة، بينما منحت جائزة فئة « الفن والثقافة » ليوسف كركور أحد الوجوه البارزة في الكوميديا الانجليزية الحالية.
ومنحت جائزة فئة « السياسة » لسميرة بوحوت الطيبي، وهي أول عمدة من أصل مغربي بفرنسا، بينما عادت جائزة فئة « المجتمع المدني » لسعيد حموش، الرئيس المؤسس لمجموعة موزاييك.
وفازت روزيلا آني عيان، لاعبة كرة القدم الدولية المغربية بجائزة فئة « الرياضة »، في حين تسلم عثمان كتيري، المؤسس والرئيس المدير العام لمجموعة OK جائزة فئة « المقاولة ».
وعبر المتوجون في هذه الدورة، بتسلمهم جوائزهم، عن سعادتهم واعتزازهم بتشريفهم في بلدهم الأصلي، وكذا عن الإرادة التي تحفزهم، وتأكيد انتمائهم لهذه الأمة العظيمة، معربين عن فرحتهم بوجودهم وسط مواطنيهم، الذين نحتوا مساراتهم المتميزة جدا، داخل بلدان الاستقبال.
وقالت رئيسة لجنة التحكيم، إلهام قادري، في تصريح صحفي إن « الاختيار كان صعبا للفصل بين المرشحين الـ18 الذين يعتبرون جميعهم مصدر فخر لبلدهم الأم، وهم الذين حققوا نجاحات مشهودة في حياتهم المهنية، ويشتركون في هذه الإرادة الراسخة لتقديم المثال على اندماج اجتماعي أمثل، ليكونوا بذلك سفراء حقيقيين للمغرب عبر مختلف أرجاء العالم ».
وأبرزت قادري، وهي، على الخصوص، أول امرأة تشغل منصب رئيسة مديرة عامة لشركة سولفاي، وعضو المجلس الإداري لـ(لوريال)، أن « النقاشات كانت مكثفة جدا بين أعضاء لجنة التحكيم، والذين تملكهم الإحساس نفسه، وهو الفخر والانتماء لمغرب يتسم بالعالمية »، مضيفة أن كافة المرشحين « فائزون. فازوا بقلوبنا ويمثلون من ثمة نماذج للشباب المغربي ».
أما مدير نشر مجلة « Bled »، ومؤسس جوائز مغاربة العالم، أمين سعد، فقال إن هذه التظاهرة الفريدة من نوعها بالمغرب، هي أولا تكريم لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذين يثبتون، من خلال مساراتهم وتاريخهم، أن النجاح يمكن أن يكون في الموعد، مضيفا أن هذا اللقاء يتوخى، أيضا، الإسهام في تغيير النظرة حول هذه الجالية التي يفوق تعدادها 5 ملايين شخص.
وكشف أن « كفاءاتهم تعتبر اليوم خزانا يسعى المغرب إلى أن ينهل منه موارد حتى تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلد »، مؤكدا أن « خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 20 غشت 2022 مؤسس في هذا الصدد، حيث دعا جلالته إلى القطع مع المبادرات الموسمية، مع اعتماد رؤية واضحة ومهيكلة لفائدة إرساء آليات تروم مواكبة ودعم والاستفادة من تجارب الجالية المغربية المقيمة بالخارج ».
والتأم ثلة من المغاربة المقيمين بالخارج، من مختلف المشارب، سياسية، ورياضية، وفكرية، وجامعية، وعلمية وثقافية وغيرها، لمناقشة، تيمة « الأجيال الجديدة لمغاربة العالم: ديناميات وانتظارات ».
وتم التشديد، خلال هذه المائدة المستديرة، بالأساس، على طفرات الجاليات المغربية بالخارج، وتحولات الآصرة مع البلد الأصلي، مع التركيز على تطلعات هذه الأجيال الصاعدة والتحديات التي يتعين على المغرب رفعها للاستجابة لها.