تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدم العديد من الخصائص الفكرية للكتابة التاريخية بين المغرب وتركيا، حيث يحرص بنحادة على تقديم مادة معرفية تأمّلية عبارة عن خلاصات سياحة فكرية طويلة في التاريخ الامبراطورية العثمانية.
وقد حرصت جامعة محمد الخامس على اصدار هذه المحاضرة بسبب ما تحمله من رؤى جديدة على مستوى التقاطع والتلاقي بين البلدين. كما تُقدم هذه المحاضرة على مستوى الشكل تقليداً أكاديمياً بدأ اليوم يختفي والمتعلّق أساساً بإعادة اصدار المحاضرات المعرفية التي يلقيها الباحثون والمفكرّون خلال الدروس الافتتاحية السنوية. لذلك فإنّ الحفاظ على هذه العملية يعطي لهذا التقليد استمراريته وقوّته من الناحية المعرفية.
جدير بالذكر أنّ عبد الرحيم بنحادة، يهتم بالإنتاج التاريخيةب المغرب وتركيا. في هذا الإطار نشر أبحاث تتعلّق بتطوّر الإستوغرافية العثمانية من البدايات إلى منتصف القرن التاسع عشر وكيفية كتابة المؤرخين الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى نهاية القرن العشرين بالنسبة لتركيا. ودراسة عن أوضاع البحث التاريخي في المغرب من 1956 إلى 2023. كما يهتم بأدب الرحلات السفارية المغربية والتركية حيث حقق ودرس « رحلة الوزير في افتكاك الأسير » للغساني ونشر النص العربي لرحلة يكرمي سكز جلبي محمد أفندي إلى باريس 1721.
وإلى جانب ذلك انخرط في كتابة تواريخ تركيبية عندما ساهم في الكتاب الجماعي « تاريخ المغرب تركيب وتحيين » و« كرونولوجيا تاريخ المغرب » بإشراف محمد القبلي.
