تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يضع القارئ أمام ما يشغل الواقع من تحوّلات. ذلك إنّ المفاهيم التي يطرحها الباحث يصعب الحسم فيها لكونها مفاهيم متحولة وتحتاج دائماً إلى مقاربات جديدة بها تضيء معالمها وطريقها صوب عملية الفهم. وعلى الرغم من المكانة الاعتبارية التي تنزلتها هذه المفاهيم في مشروع المفكرين المغاربة والكمّ الهائل الذي كُتب عنها، فإنّها تحتاج بين فينة وأخرى إلى قراءات جديدة على ضوء التغيّرات التي تصيب الواقع. لذلك فإنّ ما جاء بها محمد جحاح في كتابه الجديد، قادر على إخراج هذه المفاهيم من الطابع العمومي وإخضاعها لبُعدٍ معرفي يجد ملامحه في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا.
يقول عن كتابه الجديد في كونه عبارة عن «تجميع لعدد من النصوص على شكل أبحاث ودراسات، أنجزت في مراحل وسياقات مختلفة. لكن ما يوجد بينها جميعا ويمنحها لحمة واتساقا، هو كونها تندرج بشكل أو بآخر ضمن السياق الإشكالي الذي يؤسس لمشروع بحثنا واشتغالنا وضمن نفس الرؤية السوسيو أنثروبولوجية التي تحكمه. إننا هنا وكما يعكس ذلك عنوان الكتاب أمام أسئلة ثلاث كبرى بخصوص المجتمع المغربي وهي أسئلة الدين والسلطة والتحديث وكل منها يفتح أمامنا مسارات وإمكانات نحو تعميق البحث أكثر، رصداً وتوصيقفاً وتحليلاً حول تركيبة هذا المجتمع وطبيعته، ببنياته وديناميته وتناقضاته أيضاً».




