يشارك في المسرحية كل من عبد اللطيف خمولي وجواد العلمي ومنير أوبري وغيرهم من الوجوه المسرحية التي تُشكّل علامة كبيرة داخل الساحة السينمائية. ويسعى عبد المجيد شكير من خلال عمله المسرحي هذا إلى إعادة التفكير في التفكير الواقع المغربي ورصد خيباته وأهواله ومآزقه وتصدّعاته، سيما وأنّ المسرح يمتلك القدرة على تفكيك هذا الواقع وإبراز شروخه وأهواله وتصدّعاته. ويحرص المخرج في عمله هذا على التعامل مع الواقع على أساس أنّه مختبر للتفكير في المجتمع عبر حكاية يؤديها الممثل وينثر عوالمها المؤلف المسرحي. ويتميّز العمل المسرحي مقارنة بنظيره السينمائي بقدرته على الالتحام بالواقع والالتصاق بمسام الممثل خلال العرض. وهذا الأمر، يُتيح للمُشاهد إمكانية التفكير في المجتمع انطلاقاً من كواليس العرض المسرحي. وذلك على أساس أنّ المسرح لا يتيح المشاهدة والاستمتاع بالفرجة وعوالمها، وإنّما أيضاً للتفكير في بعض القضايا السياسية والاجتماعية التي تطال الواقع.
يمتلك عبد المجيد شكير القدرة على عيش نوع من التعدد الفني في ذاته بين أنْ يكون مخرجاً مسرحياً وناقد في آن واحد. فهذا الزخم المعرفي في ذاته يعطيه إمكانية البحث عن أفق مغاير للتفكير في مشروع فني مغاير. كما أنّ معرفته الرمزية بمفهوم المسرح ومدارسه ونظرياته يمنح هذه الإمكانية لتقديم أعمال مسرحية تمزج في عوالمها بين مفهوم الفرجة الذي يبقى أحد عناصر العمل المسرحي وبين البعد المعرفي في تشكّل العمل المسرحي والذي يزيده عمقاً وأصالة من الناحية المعرفية.