يأتي هذا الديوان ضمن مشروع شعري مغاير، حاول فيه صاحب « حياة صغيرة » أنْ يؤسسه لنفسه مساراً شعرياً مغايراً داخل جيله. فقد استطاع منذ عمله الشعري الأول أنْ يُلفت انتباه النقاد بشعريته المنفتحة دائماً على التجريب والمُنطلقة من طفولته وذاكرته. إنّ قصيدة نجمي لا يُمكن اعتبارها كتابة مائلة، أيْ الكتابة التي تسبقها عملية قراءة وبحث في التراث الشعري، لأنّ قصيدته هي قصيدة جسد بامتياز.
والحقيقة إذا تأملنا المسار الشعري الذي قطعه جيل الثمانينيات سنجد أنّ هناك العديد من العناصر الفنية المشتركة بين شعراء هذا الجيل. فهو جيل راهن على الذات وتجعل منها منطلقاً للتفكير في أهوال الواقع وجراحه. لكنْ هذا التفكير في الواقع لا يأتي على حساب الذي يبرز كبراديغم مؤسس لشعرية هذا الجيل بالمقارنة مع الجيل الثاني(السبعييات) الذي ظلّت الإيديولوجيا بمثابة علامة فارقة تُميّز هذا الجيل عن الأجيال اللاحقة.
يتمتّع حسن نجمي بشهرة واسعة في المجال الثقافي وذلك لكونه اشتغل في بداية حياته بجريدة الاتحاد الاشتراكي وراكم مع الخبرة في المجال الثقافي، ما جعله دائماً يبق قريباً من الكتابة وقلقها اليومي. ورغم أنّه عُرف في بداية مساره الثقافي صحافياً وشاعراً، إلاّ أنّ دراسته الأصيلة عن غناء العيطة توّجته كأحد أبرز الدارسين للشعر الشفاهي في المغرب والذي غدا من خلاله حسن نجمي مرجعاً في مجال الأغنية الشعبية ومُتخيلها.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا