اختيار ناس الغيوان، نابع من قناعة فنية حول ما تمثله هذه الفرقة في الريبرتوار الغنائي المغربي والمكانة التي تتنزلها في قلوب المستمع. سيما وأنّ الأغنية الغيوانية لم تعُد مجرّد أغنية تحاكي يوميات السبعينيات، بقدر ما غدت ظاهرة يُنظر إليها من جوانب سوسيولوجية وفكرية. لذلك فإنّ إشعاعها الفني أعطى لهذه الفرقة انتشاراً واسعاً في العالم، لدرجةٍ نعثر اليوم على العديد من الكتب والبحوث التي كُتبت حول هذه الفرقة، مُبرزة مكانتها وقيمتها الاعتبارية داخل أغنية مغربية تتخلى اليوم عن بعضٍ من إلتزامها تجاه قضايا السياسة والاجتماع لتسقط في أغانٍ هي في مجملها عبارة عن ترفيه واستهلاك.
على مدار سنوات، بقيت الأغنية الغيوانية صامدة في وجه مختلف التحولات الجمالية التي عرفها الأغنية. لذلك لا يتردد المستمع اليوم في العودة إلى هذه الأغاني التي أصبحت عبارة عن وثيقة تاريخية تُدين الواقع وتكشف بعمق عن الخلل الذي أصاب بنية المجتمع ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي. وهي مرحلة تاريخية صعبة، لكنْ الفرقة كانت حاضرة بأغانيها وكلماتها، إنها نوع آخر من المقاومة التي تغدو فيها الأغنية وسيلة لنقد الواقع وإبراز ما يحبل به من نتوءات.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا