وقبل تدشين المعرض المذكور، والذي ستظلّ أبوابه مفتوحة للعموم إلى غاية 12 أبريل 2024، ستحتضن قاعة المحاضرات بالمؤسسة مائدة مستديرة تلقي الضوء على مساره وأعماله. إذْ سيُشارك في الندوة التي تحمل عنوان « قرن مع إدمون عمران المليح » وبتنسيق عبد الله بيضا، العديد من الباحثين مثل كريمة يتريبي وحسن بورقية وميخاييل تومي وأنور بن مسيلا وزهير زيغيغي. بل إنّ هذه الندوة ستعمل على إضاءة الكثير من محطات إدمون عمران المليح وسيرته الأدبية والفكرية في علاقتها بتحوّلات الثقافة المغربية الحديثة.
وسترصد هذه الأسماء مجموعة من المداخلات التي ستكشف عن مدى عمق الأدبيّة لدى المليح. كما ستُساهم من جهة أخرى في إبراز الدور الكبير الذي قام به الكاتب في سبيل إرساء الثقافة اليهودية كمُكوّن أساسي داخل الثقافة المغربية. لدرجةٍ لا يُمكن فصل هذه الثقافة عن الثقافة المغربية الأم. وتختلف هذه المداخلات حسب انتماء صاحبها، لكنّها في مجملها عبارة عن قراءات ترصد بهاء الكتابة في علاقتها بالذات والموقف والتجربة والسيرة عند إدمون عمران المليح. كما تأتي هذه المبادرة اعتبارا للمكانة المتميزة لهذا النابغة الذي ولد وترعرع في الوسط اليهودي المغربي، وكذا انسجاما مع روح الدستور المغربي الذي يحتفي بتعدد روافد الحضارة المغربية، بما في ذلك الرافد العبري.
في حديثه الخاصّ مع le360 يقول مدير مؤسسة أرشيف المغرب « جرت العادة في الأيام الوطنية للأرشيف وفي اليوم العالمي أيضا أن نقوم بتنظيم نشاط أو ندوة أو معرض من أجل تسليط الضوء على أهمية الأرشيف وفيها جانب تحسيسي للعموم. ثم حاجة أخرى نرمي إليها من ذلك أنّنا نعبّر بالعرفان والتقدير والامتنان للناس الذين قدموا لنا أرشيفاهم ومن بينهم إدمون عمران المليح. فالورثة قدموا لنا مجموعة من المخطوطات والصور الخاصة بحياته. فقد بيّنت التجربة السابقة للسنوات التي مضت أنّه كلما قمنا بتنظيم معرض فني إلا وجلب لنا مجموعة والوثائق الأخرى. ولا شك أنكم اطلعتهم مؤخراً على هدية ممتازة منحتها أسرة سلاوية من آل زنيبر بمت يناهز حوالي 3000 نسخة أصلية تعود إلى القرنين 19 و20. إنها هدية لا تقدّر بثمن ».
يواصل حديثه قائلاً: « كما أن السياق الدولي العام بحكم ما تشهده غزة من تضحيات ومقاومة، فقررنا توضيح مسألة مهمة حتى لا يقع أي خلط بين الصهيونية واليهودية كمكون مغربي. وإدمون عمران المليح يعتبر من الناس الذين نددوا بالصهيونية وهناك وثائق منشورة بالمعرض تدين بعض المذابح الإسرائيلية في جنوب لبنان ».
