وتتميز نسخة هذا العام من المهرجان بحضور لافت للسياح الأجانب الذين اختاروا استقبال سنة 2024 عبر الاحتفال في مدينة الصويرة.
وكانت الفعاليات قد افتُتحت، يوم الأربعاء الماضي، بالفضاء التاريخي دار الصويري، بإقامة حفل موسيقي رائع على إيقاع موسيقى وألحان إفريقية ومن فن الجاز.
ديابو: مهرجان «الجاز تحت الأركان» بالصويرة. DR
وكان الجمهور على موعد أمس الخميس مع حفلي الرباعي «WHY NOT» وعثمان الخلوفي الذي قدم عمله الفني الجديد «مزموت» بشراكة مع المعهد الفرنسي بالصويرة.
ويضرب عازف البيانو الموهوب زبير فريج، موعدا مع الجمهور في حفل الاختتام الذي سيحييه ماجد بقاس.
وشهد حفل افتتاح هذا الموعد الفني السنوي المتميز حضور شخصيات من مختلف المشارب، وتميز بتقديم روائع في فن العزف على العود من أداء الثلاثي إدريس مالومي، أخذت الجمهور الحاضر في سفر موسيقي جميل وممتع.
وشكل الحفل أيضا فرصة للجمهور للاستمتاع بالأداء المنسجم والمتميز والاستثنائي لهؤلاء الفنانين الثلاثة، وعيش تجربة فريدة لتوديع السنة الحالية في أجواء احتفالية جميلة.
إثر ذلك، صعدت للمنصة مجموعة «ديابا زون» التي سافرت برواد المهرجان في رحلة موسيقية ماتعة وملهمة عبر الجذور العميقة للموسيقى المغربية وفن كناوة.
واستطاعت هذه المجموعة وببراعة خلق تجربة موسيقية غنية ودينامية، تجاوزت الحدود الثقافية لتتيح لقاء حقيقيا بين الإرث الموسيقي للمغرب والتأثيرات المعاصرة بالعالم، فكانت النتيجة سمفونية حية واحتفاء بتنوع وعمق الموسيقى المغربية.
قالت الكاتبة العامة لجمعية الصويرة موغادور، كوثر شاكير بنعمارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الأمسية الأولى شهدت حضورا ملأ القاعة عن كاملها للاستمتاع بإيقاعات في فن الجاز، معربة عن ارتياحها للنجاح الذي حققته السهرة الافتتاحية للمهرجان.
وأضافت: «الرهان يبدو ناجحا»، مؤكدة أن «نسخة 2023 من المهرجان تعد بإقبال كبير يتجاوز انتظاراتنا، مما يدل على حرص والتزام الجمهور بحضور هذا الحدث الثقافي المتفرد».
وتابعت بنعمارة، أن طاقم التنظيم ينوه بهذا التوافد الاستثنائي ويلتزم بالحفاظ على هذه الدينامية الإيجابية طيلة أيام المهرجان، مشيرة إلى أنه «لتلبية الأذواق المتنوعة لجمهورنا، ستستمر البرمجة في تقديم تنوع موسيقي دون الخروج عن فن الجاز الذي اشتهر به المهرجان».
وقالت: «نحن على قناعة بأن الجاز لغة عالمية يمد جسور التواصل بين الثقافات والأشخاص وهذا ما يجعل الصويرة مدينة منفتحة على جميع الأولوان الموسيقية». وخلصت إلى أن مهرجان «الجاز تحت الأركان» لهذه السنة يعد أيضا بتجربة لا تنسى من قبل عشاق ومحبي هذا اللون الموسيقي.
من جهته، أبرز إدريس مالومي، في تصريح مماثل، الدلالة العميقة لهذه التظاهرة والتي تعتبر تتويجا لهذه العلاقة الخاصة بين شجرة الأركان ورمزيتها من جهة، والموسيقى من جهة ثانية.
وأضاف أن المجموعة قدمت بهذه المناسبة برنامجا بعنوان «أصوات» يشكل مقاربة موسيقية لهذه الشجرة المستوطنة ودعوة للاستمتاع بلحظة استثنائية عبر الغوص في عوالم الأصوات والإيقاعات.
من جهته، أشار محمد حنيش، من مجموعة «ديابا جاز»، إلى أن هذه الأخيرة تهتم بالموسيقى المغربية بترتيبات خاصة، مع العمل على انتاج أعمال خاصة بها.
وأضاف أن المجموعة منفتحة على موسيقى الجاز وألوان موسيقية أخرى بتعاون مع فنانين ومجموعات أخرى من أجل تعزيز تجربتها.