يأتي هذا الكتاب ليُعيد الاعتبار إلى السوسيولوجية فاطمة المرنيسي، بوصفها أبرز الأسماء التي جعلت الدرس السوسيولوجي المغربي كونياً ويحظى بقيمة كبيرة داخل الثقافة الغربيّة، فإلى جانب بول باسكون وعبد الكبير الخطيبي ومحمد جسوس، يبرز اسم المرنيسي كواحدة من الوجوه التي مازالت تحظى باحترام كبير بسبب المكانة التي تنزلتها مؤلفاتها في خلق نقاش حقيقي حول الإسلام والحداثة والمرأة وغيرها من الموضوعات والقضايا التي طالما شغلت الباحثين والمفكرين على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية.
ويأتي هذا الكتاب المترجم حديثاً إلى العربيّة ضمن وحدة مشروع المرنيسي على تفكيك المجتمع من خلال دراسة مفهوم الحداثة في علاقتها بالإسلام والديمقراطية. ورغم الدراسات الكثيرة التي كتبت في هذا الموضوع، فإنّ الإمكانات الفكرية التي من خلالها تطوّع بها المرنيسي مفاهيمها تجعلها تقدّم مؤلفات مختلفة تضمر اشتغالاً مكثفاً التاريخ العربي الإسلامي ونقد الجذور التاريخية التي تأسس عليها بعض المفاهيم، بما جعل المرنيسي تعد في طليعة الوجوه النسوية المغربية التي حرصت دائماً من خلال مؤلفاتها على تقديم مشروع فكري يواكب تحولات المجتمع المغربي.




