يأتي هذا الكتاب في وقتٍ تعاني من الثقافة المغربية من هول المؤلفات الأدبيّة على حساب نظيرتها الفنية، إذْ رغم التحول الذي بات يطبع السينما المغربية في الآونة الأخيرة، لا نعثر على كتب كثيرة حول النقد السينمائي. ذلك إن وظيفة النقد أنْ يساير الأفلام السينمائية ويتأمّل مسارها ويقارب جمالياتها وفق آليات مختلفة من التحليل الفيلم. لقد حرص الزاهير دائماً في كتاباته أنْ يعطي للتحليل الفيلم مكانة بارزة في عملية تأمّل العمل السينمائي ودائماً ما يحرص وفق اختياراته الجماليّة أنْ يسلك مسارب مختلفة بها يضيء جوهر العمل السينمائي. إنّ النقد في جوهره عملية فكرية تهدّم الحدود بين المعارف والعلوم وتجعل الناقد ينهل العديد من المناهج والمعارف من أجل تمتين خطابه وجعله خطاباً فكرياً عالماً له القدرة على ابتداع المفاهيم ونحت النظريات.
نقرأ في غلاف الكتاب الجديد « من اللقطة الأولى إلى المشهد الأخير، هذا الكتاب رحلة في قلب الفيلم المصري. يعتمد مقاربة سردية وسيميائية وتداولية لتحليل عشرة أفلام مصرية شكلت ذاكرة السيما العربية، حيث تتحول البداية إلى نبوءة والهاية إلى انفجار دلالي. من الأرض إلى البريء ومن أفواه وأرانب إلى عمارة يعقوبيان، تتقاطع الحكاية مع التاريخ وتتماهى صورة المرأة مع وجع الواقع وتحولاته. يغوص التحليل في البنية الدرامية وفي التبئير وفي اللغة البصرية وفي تجليات الأنثى كأم وكشخصية مقهورة ومتمردة ومغوية وككائن سردي وجمالي بامتياز. ويختتم الكتاب بملحق خاص عن ثلاثية الإسكندرية للمخرج يوسف شاهين، حيث التجريب الذاتي والتناص الفيلمي يعيدان طرح سؤال الهوية والانتماء والصورة ».
