ينطلق الكتاب «من السؤال القديم المتجدّد حول حدود التشابه والاختلاف بين الرواية والمسرح، مبيّنا كيف تحوّل التفاعل بينهما إلى فضاء انصهار لا تجاور. فبينما يمكن قراءة النص المسرحي، بوصفه سردا روائيا قابلا للتأويل، يمكن أيضا تحويل الرواية إلى عرض مسرحي يكتسب حياة فوق الركح. ومع ذلك، يشدّد الكتاب على خصوصية كل جنس، باعتبار المسرح فنا حيا يتحقّق في الأداء والتلقي، في مقابل تحقق الرواية عبر اللغة والتخييل».
تتناول الدراسات الخمس عشرة في هذا الكتاب «التحولات التي جعلت الرواية الحديثة تستعير من المسرح بنيته الدرامية ومقوماته المشهدية، كما تبحث في ظاهرة « المسرحة » بوصفها أفقا لتجريب لغوي وجمالي جديد في السرد العربي والمغربي. ويبرز الكتاب كيف تتحول النصوص الروائية إلى فضاءات تمزج بين الحوار والفعل والمشهد، فتستفيد من طاقة المسرح في تكثيف الحدث وتفعيل التلقي».
كما يرصد الكتاب «نماذج من التفاعل العكسي، حيث يتغذى المسرح من السرد، ويتبنّى أساليب الحكي والتعدد الصوتي، فيتحول النص الركحي إلى فضاء سردي متعدد الطبقات، ويخلص إلى أن الحدود الأجناسية لم تعد قيدا على الإبداع، بل صارت مجالا رحبا للتقاطع والتجريب».
في الختام، يؤكد الكتاب «أن الرواية والمسرح يلتقيان في تخوم اللغة والخيال والجسد والتلقي، وأن الإبداع الحقيقي يتحقق عبر كسر الحدود بين الأنواع الأدبية، لتوليد نصوص هجينة تعبّر عن تحولات الوعي الجمالي العربي الحديث».
جدير بالذكر أنّ الكتاب شارك فيه كل من عطاء الله الأزمي ومحمد أبوالعلا ومصطفى البغدادي ومحمد المسعودي وفيرونيك لابيي وأحمد بلاطي وخالد مساوي وكريم بلاد والحسين أوعسري وعبد الحفيظ بوشيخة وحفيظة مبروك ومراد بلمودن ومحمد اعبيدة والمهدي قنديل ورشيد العنز ومحمد زيطان ونورالدين الخديري.




