تعتبر هذه الدراسة من أولى الدراسات التي تحفر في القرآن من وجهة نظر أدبيّة، بحكم المكانة التي يحظى بها القرآن الكريم بالنسبة للمسلمين وذلك باعتباره يُشكّل أساس الحضارة العربية الإسلامية. فهو بمثابة المرجع الكبير بالنسبة للمسلمين العرب والوسيلة التي بها ينظرون إلى العالم. ورغم العدد الهائل من الدراسات التي كُتبت عن القرآن بمختلف اللغات ومن زوايا نظر مختلفة، لكنّه ما يزال مع ذلك يُشكّل لغزاً كبيراً بالنسبة للباحثين، بحيث يجدون فيه لغزاً كبيراً، انطلاقاً ممّا يُوفّر لهم من إمكانات مذهلة للتفكير في مقاربات مختلفة تُسعفهم على تقديم بحوث مختلفة كما عودنا سعيد يقطين في عدد من كتاباته النقدية حول الأدب. إذْ عمل الرجل منذ ثمانينيات القرن المنصرم على تقديم دراسات أصيلة في مجال النقد الأدبي، استطاع من خلالها أنْ يتنزّل منزلة رفيعة ومرموقة داخل الثقافة المغربية.
ينتمي يقطين إلى جيل ثقافي آمن بقيمة النقد ودوره التأسيسي للأعمال الأدبيّة، لذلك برز الوعي بقوّة النظرية عنده، لا باعتبارها إسقاطاً معرفياً وإنّما تأتي قيمتها في كونها تكشف عن قيمة بعض الأعمال الأدبيّة وتبرز مفاهيمها وجماليتها انطلاقاً من داخل العمل لا من خارجه. ونظراً للقيمة المعرفية التي تتميّز بها مؤلّفاته، فقد حصل يقطين على عددٍ من الجزائز في السنوات الأخيرة، باعتباره أحد أبرز النقاد الذين راكموا إبدالات هامّة في مقاربة النصوص، كما هو الحال في دراسته الجديدة التي يكشف فيها جماليات القرآن، انطلاقاً من مدخل السرديات.
