يحرص الجواهري من خلال « العبد » على مقاربة موضوع العبودية وفق طريقة معاصرة تحرر الصورة السينمائية من الطريقة التقليدية التي يتم بها التعامل مع الموضوع. ومنذ الصور الأولى تبدو عملية الخلق ضرورة ملحة في فيلم الجواهري، وذلك من أجل ابتكار لغةٍ سينمائية بقدر ما تنتمي إلى الواقع تبتعد عنه في آن واحد. ينتمي الفيلم إلى سينما تحاول الخروج بالسينما المغربية من نمطها التقليدي المرتكز على القصص والحكايات، صوب الاهتمام بموضوعات تمزج التاريخ بالواقع. ولا شك أن الاشتغال على موضوع العبودية في إطار تخييلي مغربي يعطي الانطباع بهذا التحوّل الأنطولوجي الذي باتت تعرفه السينما المغربية في السنوات الأخيرة.
حظي « العبد » بجوائز سينمائية كثيرة في مختلف المهرجانات العربية والإفريقية. ذلك أن المخرج استطاع من خلال هذا الفيلم السينمائي تقديم رؤية سينمائية مختلفة تنبني على رؤية فلسفية. ويعتبر هذا الفيلم مغايراً من حيث الكتابة والصناعة. رغم أنه يبق الأهم في سيرة الجواهري من حيث تركيبة العمل الفني وقدرته على اجتراح صورة سينمائية مختلفة ترتكز على الخلق والابتكار.