تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يُعيد الاعتبار لسيرة غويتيصولو، باعتباره من الكتاب الإسبان الذي عاشوا أكثر من 30 سنة في المغرب وراكموا تجربة أدبية قوية لها ما يميزها من ناحية الكتابة والتخييل. ذلك إنّ غويتيصولو، يعد في طليعة الكتاب الذين طالما دافعوا عن المغرب وانتقدوا الغرب بكل ما يمارسه من غطرسة. وحظي الكاتب الإسباني الذي كان يعيش في مراكش بكتابات العديد من المبدعين المغاربة في مجالات الفكر والأدب، بحكم ما طبع مواقفه من التزام وأصالة في النّظر إلى بعض القضايا والإشكالات ذات الصلة بالسياسة والاجتماع.
يقول الخطيب: «عاش خوان غويتيصولو في المغرب منذ مطالع سبعينيات القرن الماضي. تميّزت مسيرته ككاتب بغزارة إنتاجه في مجالات الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والمقالة السياسية والروبورتاجات حول القضايا الدولية، فضلاً عن إخراجه سلسلته التلفزية الوثائقية. ومن خلال ذلك كلّه التزم بقضايا إنسانية عادلة، وحرص على كشف نفاق الغرب حيال هذه القضايا، وكان كارهاً للتسلط بألوانه جميعها، إلى جانب احترامه قيم الاختلاف والغيرية وإيلائه العالم الإسلامي وثقافته أهمية قصوى. كاتب عاش بين عالمين (أوروبا والمغرب) وثقافتين (المسيحية والإسلامية) ولغتين(الإسبانية والعربية)».
