وأفاد المنظمون، خلال ندوة صحفية نظمت اليوم الجمعة بالمكتبة الوطنية بالرباط، وخصصت لتسليط الضوء على المعرض الدولي للنشر والكتاب، بأن البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة، التي ستعرف مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا، يشمل 241 نشاطا ينكب أساسا على تيمات تنطوي على « قراءة التراث وكتابة المستقبل، وإفريقيا المتعددة، وملامح وصور، ومؤنث ومذكر كتابة الجندر، وميديا وتكنولوجيا ».
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، إن هذه التظاهرة الثقافية التي عرفت نجاحات على امتداد دوراتها، و«التي نعتز ونفتخر بها»، تعكس اهتمام المغاربة بالكتاب والثقافة عموما، مبرزا أن المعرض ينفتح أيضا على عدد من الناشرين الذين يمثلون كافة جهات المملكة.
وبخصوص اختيار اليونسكو ضيف شرف الدورة الـ29 للمعرض، أكد بنسعيد أنه يعكس «العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة بهذه المنظمة الأممية»، مبرزا أن الشراكة بين الجانبين تشمل مجالات متعددة من قبيل الصناعة الأدبية، والتعليم، والصناعات الثقافية والإبداعية، والأركيولوجيا، والتراث اللامادي.
وتابع أن اليونسكو، التي أعلنت عن اختيار طنجة مدينة مضيفة عالمية لليوم الدولي لموسيقى الجاز 2024، الذي سيحتفل به يوم 30 أبريل الجاري في أكثر من 190 دولة، تثمن الأدوار الثقافية للمغرب وما يعمل على تنفيذه من برامج في هذا المجال.
وخلص الوزير إلى أن هذا المعرض يعتبر مناسبة مواتية لتطوير الفعل الثقافي، والانكباب على رصد إشكالية القراءة، والاهتمام بالكتاب والقراءة، إضافة إلى دمقرطة الثقافة.
من جهته عبر مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية إريك فالت، عن فخره لاختيار هذه المنظمة الأممية كضيف شرف هذه الدورة، «نظير التزامها لفائدة الأدب، والتربية، والتعددية الثقافية، والحوار بين الثقافات».
وأوضح فالت، في كلمة مماثلة، أن فضاء اليونسكو بالمعرض الذي يمتد على مساحة 150 مترا مربعا، يتألف على الخصوص من أكورا مركزية، وفضاءات للعرض والشباب، والمطالعة، والاكتشاف، مسجلا أن شعار مشاركة اليونسكو «معا باختلافاتنا»، اختير لإبراز قوة التعددية الثقافية والإدماج للنهوض بالحوار بين الثقافات، والتربية، والتنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي.
وبعدما أبرز أهمية دور الشباب في نقل هذه المثل إلى الأجيال المستقبلية، أشار إلى إطلاق إصدار باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، يرصد التراث المغربي ويقدمه للأطفال، وذلك بدعم من مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة، فضلا عن إعداد تقرير حول الاستعداد للذكاء الاصطناعي بالمغرب.
أما نائب رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، عزيز الهلالي، فاستعرض آفاق الشراكة المثمرة بين المجلس والقطاع الوصي ، والمتجسدة في جعل حاضرة الرباط عاصمة ثقافية بامتياز، مشيرا إلى إرادة مجلس الجهة في جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية.
ولفت إلى أن الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب لسنة 2024 ستفرد على غرار النسخة السابقة فضاء لمجلس الجهة، للاحتفاء بتصنيف فن الملحون تراثا لا ماديا للبشرية لدى منظمة « اليونيسكو »، ورصد الواقع المشرق للثقافة بالمغرب، مع تسليط الضوء على دعم المجلس للكتاب الشباب الذين يصدرون كتبهم باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية.