حظي الفيلم بإشادات كبيرة من لدن النقاد، بعد حصوله على جوائز عالمية في كان والسعودية ونيويورك وغيرها من المدن العالمية التي توّجت مهرجاناتها فيلم « بنات ألفة » باعتباره فيلماً سينمائياً قوياً. ذلك إنّ الفيلم يُثير بموضوعاته قضية الإرهاب وكيف تتشكل وتبرز الخلايا النائمة وفق إطار يمزج الواقعي بالتخييلي. ورغم عشرات الأفلام التي تناولت الموضوع من وجهة نظرٍ نسوية، إلاّ أنّ طريقة كوثر بن هنية كانت جد مختلفة، بحيث استطاعت اجتراح صورة سينمائية مختلفة ومغايرة بتفاصيلها وتحوّلاتها. لكنْ إلى جانب الجوائز الكثيرة التي حصل عليها « بنات ألفة » تم ترشيحه من قبل المركز الوطني للسينما والصورة في تونس عن اختياره لتمثيل تونس في جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم عالمي في الدورة الـ 96، بعدما رشّح كلّ بلدٍ فيلم سينمائي مُعيّن.
يأتي عرض الفيلم وعياً من الجهة المُنظمة بأهميته في طرق قضايا وإشكالات ذات صلة بالواقع. بل لمكانة المخرجة داخل الوسط السينمائي المغاربي. فأفلامها تخلق دوماً الجدل داخل تونس وتعطي إمكاناتٍ كبيرة للتفكير والتأمّل تجاه واقع تونسي مُعطلّ. إنّ سينما كوثر بن هنية، عبارة عن صورة متجذّرة في الواقع. سينما تُحاول تنتقد وتكشف وتُعرّي خيبات واقع تونسي متحوّل. في حين يعتبر البعض أنّ في أفلامها الطويلة والقصيرة تتعمّد بن هنية طرق باب الطابو من أجل خلق جدلٍ مُستمّر حول أفلامها، انطلاقاً ممّا تطرح من موضوعات ذات علاقة بالجسد والسياسة وغيرهما.