في تصريحه لـ le360 يرى رئيس المهرجان وعميد كلية الآداب بنمسيك رشيد الحضري أنّ هذه الدورة تعرف مشاركة عدّة فرق أجنبية مميّزة استطاعت أنْ تبصم مسارها المسرحي داخل المسارح الجامعية، مُعتبراً أنّ هذه الدورة تتميّز بالانفتاح القويّ على المُحيط البصريّ الذي يعرفه سياق المسرح المعاصر في العالم، عبر جملة من الأسئلة القلقة التي بات يفرضها العالم الافتراضي في علاقته بالمسرح. ويسعى المهرجان في نظر العميد الجديد إلى البحث عن تجارب مسرحية جديدة من شأنها أنْ تُخلّخل التجربة المسرحية وتفرض مشاريع مسرحية قويّة أكثر انفتاحاً على تحوّلات المسرح المعاصر. وذلك من خلال طرح مجمعة من الأسئلة: هل المسرح المغربي قابل أنْ يخضر للذكاء الاصطناعي؟ ثمّ إلى أيّ حدّ يُمكن دمج التقنية في المسرح الجامعي اليوم؟
أما المدير الفني للمهرجان هشام زين العابدين، فيرى أنّ هذه الدورة ستعرف مشاركة تجارب واعدة في المسرح الطلابي من إيطاليا وألمانيا والسعودية وغيرها. إذْ ستعرض هذه الدورة مشاركة وحضور المرأة من خلال عمل مسرحي سعودي. واعتبر زين العابدين أنّ المسرح الجامعي، يُعتبر بمثابة النواة الأولى لعشق الطلاب للمسرح والإيمان بقوّته الساحرة في التعلّم وصقل الموهبة رفقة مجموعة من الأساتذة والمُكوّنين.
وقد اختارت إدارة المهرجان العوالم الافتراضية عنواناً كبيراً لها، بحكم المكانة المركزيّة التي باتت تحظى بها هذه العلاقة في تطويع فعل الإبداع بين الواقعي والافتراضي، بل إنّ البعض ينطلق من فكرة أنّهما يرومان معاً اجتراح فضاءٍ مسرحي ميتافيزيقي. مع العلم أنّ العكس هو الذي يحدث، لكون العوالم الافتراضية يُمكن أنْ تكون دعامة منهجية أو عنصراً فنياً بالنسبة للمسرحي وليس العكس. بهذه الطريقة يُحافظ العمل المسرحي على واقعيته، لكنّه يفتح هذا الواقع على باب التخييل عن طريق الفلاش باك السينمائي أو المؤثّرات الصوتية ونظيرتها البصرية على الخشبة. وقد يحضر هذا الافتراضي داخل العرض المسرحي على شكل صُوَرٍ مُتعدّدة تبدأ بمفهوم التجسيد الواهم عن طريق الضوء، في سبيل خلق شخصية وهمية فوق الخشبة أو اللجوء إلى الفلاش باك للاستفادة من مشهد سينمائي مُصوّر يُكمّل العمل المسرحي وغيرها من التواشجات الجماليّة التي يخلقها النصّ المسرحي في علاقته بالفنون البصريّة الأخرى تجد في العوالم الافتراضية سنداً فكرياً وتقنياً لها.
هذا ولم يفت مدير المهرجان عبد القادر كنكاي الإشارة إلى عدد الطلبات من كلّ دول العالم للمشاركة في هذا العرس الطلابي الذي تشهده المدينة سنوياً، والذي يسهم لا محالة في خلق دينامية داخل مسارح ميّتة تحتاج إلى خلق حياة أخرى بين أحجارها ومقاعدها. فقد كشف كنكاي مجموعة من الصعوبات المادية التي وادهت بعض الفرق المسرحية للقدوم إلى المغرب والمشاركة في المهرجان، فهناك فرق مسرحية اعتذرت في آخر لحظة، بينما فرق أخرى ستعمل على تمثيل جامعاتها ضمن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي.