ويأتي إصدار هذا الكتاب الهامّ، على خلفية المكانة التي يُمثّلها صاحب « زمن عبد الحليم » في وجدان القارئ المغربي. ذلك إن أعماله الأدبية والنقدية تميّزت بإبدالات هامّة على مستةى النظّر والمنهج، في وقتٍ ظلّ فيه الإنتاج الأكاديمي جامداً ولم يعرف أيّ تحوّلات كبيرة في معاينة الموضوعات واستشكال القضايا ورصد التحوّلات الإبستمولوجية التي ألمّت بالنصّ الأدبي. وقد جاء اختيار الدار لإعادة إصار هذا الكتاب في طبعةٍ أنيقة وعياً منها بأهمية هذا العمل وقيمته على مُستوى التأسيس لهذا النوع من الأدب الغائب والمُغيّب داخل الثقافة المغربية، إذْ على الرغم الاجتهادات التي تطال هذا الأدب من لدن فئةٍ قليلة من الأدباء والنقاد، إلاّ أنّ الاهتمام به قليلاً مقارنة مع ألوان أخرى من الأدب المعاصر.
يعالج هذا الكتاب « أدبية القصّة النثرية بوصفها جنسا من بين أجناس أدب الأطفال ويستبعد القصص الشعرية المركبة من جنسين متباينين وحكايات الأطفال الشعبية المتداولة بين الصغار عن طريق المشافهة وكذلك القصص المترسبة المباشرة. وإذا كان الطابع العام لهذا الكتاب أدبيا خالصا فالمعتقد أنه قادر مع ذلك علة تكميل الوظيفة التعليمية التي يمارسها كثير من رجال التربية والإعلاميين ومؤلفي الكتب المدرسية في المغرب. إذ على الرغم من أهمية تلك الوظيفة التي بلغت شأوا بعيدا في الاستفادة من الدرس اللساني وجودة الإخراج والطباعة وتقدّم وسائط الإعلام والتواصل، فإنها لم تفلح بعد في تحقيق الانسجام المنشود بين الطفل المتلقي والنصوص المقررة ».