إدريس القري يتأمّل مستقبل الفنون والثقافات في زمن الذكاء الاصطناعي

محادثات الذكاء الاصطناعي

كتاب حول الذكاء الاصطناعي

في 25/12/2025 على الساعة 21:30

أصدر الباحث إدريس القري كتابه الجديد بعنوان «الذكاء الاصطناعي ومستقبل الثقافات والفنون والديمقراطية» وهو عبارة عن دراسة نقدية تحاول التفكير في واقع الثقافة من خلال عنصر الذكاء الاصطناعي.»

تأتي قيمة هذا المؤلف في كونه من الاصدارات الأولى بالمغرب التي تعالج علاقة الذكاء الاصطناعي بالثقافات والفنون وترصد تأثير الذكاء الاصطناعي على الممارسات الفنية والثقافية، لذلك فهو كتاب آني لا ينطلق من تاريخ الثقافة بل من راهنها ويحاول تأسيس نقاش علمي حول الذكاء الاصطناعي وما يمكن أنْ يمارسه من تأثير على الممارسات الثقافية والفنية، بعدما أصبح الذكاء الاصطناعي يمارسه سحره على المخيّلة ويشنّجها ويجعلها أسرة النقل الميكانيكي.

يقول الباحث «لا أخفي عليك أيها القارئ أن كل إيجابيات الذكاء الاصطناعي تبقى رهينة قرارات سياسية لمن يملك آليات الذكاء الاصطناعي وشيفرات استخدامه بعد إنتاجه. يعلمنا التاريخ أن تقنية كبرى اخترعها الإنسان إلا واستخدمت أولا للهيمنة قبل التحرير، فالطباعة ساعدة الإصلاح الديني وكرست الاستعمار الأوروبي والكهرباء أضاءت المدن كما شغلت غرف التعذيب والإنترنيت وعد بالديمقراطية وأنتج أعتى أنظمة المراقبة».

يضيف «لن يكون الذكاء الاصطناعي استثناء ضمن ازدواجية قاسية وطبعت كل اختراع علمي. في هذا السياق حذرنا الفيلسزف لوسيان غولدمان منذ عقود قائلاً بأنّ التقنية لا تحمل في ذاتها قيما نبيلة بل تعكس دائماً بنية السلطة التي تسيطر عليها».

لهذا يصر الباحث «على أن المعركة ليست تقنية بل هي معركة سياسية وأخلاقية صعبة إذا تركناها لشركات السيليكون فالي ولبعض الدول الكبرى فسوف نستيقظ على عالم تكتب فيه الروايات والأغاني والأحلام بلغة واحدة وثقافة اخدة وخيال واحد. لكن إذا تدخلنا نحن المثقفون والفنانون والشعراء والمعلّمون والسياسيون والشرفاء فسيكون بإمكاننا جعل الذكاء الاصطناعي أداة لأكبر عملية تلاقح وتعايش ونسامح ثقافي شهدها التاريخ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 25/12/2025 على الساعة 21:30