ينتمي عفيف بناني إلى الأسماء التشكيلية التي تستحضر التراث المغربي بمختلف ألوانه وملامحه. ذلك إنّ لوحاته تزخر بالعديد من المناظر الطبيعية المُستمدّة من التراث المادي، لكنْ بوعي تصويري مختلف. ورغم وفرة هذا النوع من اللوحات داخل التجربة التشكيلية المغربية، إلاّ أنّ أهمية بناني تبدو بارزة في عددٍ من لوحاته وأعماله. كما أنّ حرص الفنان على هذه الجدلية بين التراث والفن تزيد أعماله طلباً وعرضاً ومناقشة. ففي لوحاته تبرز الحضارة المادية للمغرب، إذْ تغدو اللوحة بمثابة مختبرٍ للتجريب الفني الذي بقدر ما يُقدّم ملامح من هذا التراث، فإنّه يعمل من جهةٍ أخرى على تقديم رؤية فنية للتراث ومعالمه.
انشغل الفنان المغربي بعمق التراث، بحكم ما يجمعهما من اتصال. ذلك إنّ الفنان المغربي تربى في عمق هذا التراث واستنشق عبيره وتابع أحواله ورصد تطوّراته. وبالتالي، فإنّه يجد نفسه أمام تراث حي يفرض عليه الاشتغال تشكيلياً. غير أنّ هذا التوليف الفني عند بناني يأخذ بعداً تجديدياً عبر اختبار حرارة اللون وجماليات الأسلوب. وإلى جانب تجربته الفنية عمل عفيف بناني على كتابة العديد من المؤلّفات التي تبحث في مسار التشكيل، وعياً منه بالشحّ الذي تعاني منه المكتبة المغربية في هذا المضمار.