في هذا اللقاء يتحدث صاحب «الصوت الخفي» عن علاقة الموسيقى بالسينما وذلك بحكم العلاقة الآسرة التي تربطهما، على أساس أن كل عنصر يكمّل الآخر. لذلك تأتي هذه العلاقة من زاوية فنية تعطي للمشهد السينمائي صوته وزخمه الإبداعي من ناحية الصوت. إنّ الموسيقى تلعب دوراً أساسياً في سيرة كمال كمال، بل تكاد تكون العنصر الجمالي المميّز لسيرته وأفلامه، بحكم المكانة التي تتنزّلها الموسيقى في سيرته.
وقد انتبه النقاد والباحثين إلى أهمية هذا العنصر الموسيقي في سينما كمال كمال، بحيث أفادت أفلامه جملة من النقاد لأنّها دفعتهم بشكل أساس إلى البحث عن مقاربات جديدة على مستوى التحليل الفيلمي ومعاينة عناصر دقيقة على مستوى التحليل الفيلمي. على هذا الأساس، برزت أفلام كمال بوصفها من الأفلام الساحرة التي تعطي للمرء إمكانات كبيرة للتفكير تقنياً وجمالياً وفكرياً، بحكم ما تطرحه من أسئلة ذات صلة بالإبداع والهوية والماضي وغيرها.
ينتمي صاحب « السمفونية المغربية » إلى فئة قليلة من المخرجين الذين جعلوا من السينما أداة لمعاينة الواقع والبحث عن لغة سينمائية مختلفة لا تحاول أن تحاكي الواقع، بقدر ما تعمل على ابتداع صور تحفر مجراها عميقاً في الخيال. غير أنّ الواقع في سينما كمال يظلّ حاضراً بقوة، لأنه يشكل المنطلق الحقيقي لأفلامه، لكنْ وفق نزعة تجديدية لا تقف عند حدود المحاكاة، بل تبدع مجموعة من الصور المغايرة على مستوى النسق. لذلك فإنّ أفلام كمال كمال تدخل ضمن الأفلام العالمة التي لا تُقدّم التسلية للناس وإنما تدفعهم إلى التفكير والحلم.




