ويأتي هذا اللقاء حول كتابه « التخلي عن الأدبي » الصادر ضمن منشورات دار المتوسط في كيلانو، وذلك من أجل تسليط الضوء على كتاباته ومشروعه النقدي المُتحرّر من ربقة الأكاديميات المزيّفة وغيرها. إذْ يحرص كيليطو في مجمل كتاباته على تقديم محتوى نقدي مغاير يصعب تقليده أو العثور عليه في كتابات الآخرين. لأنّ النقد هنا يغدو تجربة وجودية تمتح معينها الثقافي من الذات في علاقتها بالمعرفة. مع تجربة كيليطو نتعلّم أنّ النقد ليس استحضار دائم للمفاهيم والسياقات والنظريات، ولكنّه عبارة عن عملية خالصة من الشوائب النظرية، إذْ يعطي كيليطو أهمية بارزة للعنصر التحليلي على حساب العناصر الأخرى. فالتحليل لديه عنصرٌ أساسي لتوليد المفاهيم من داخل النصّ الأدبي وليس خارجه.
إنّ الوعي بقيمة كيليطو النقديّة أخذت في السنوات الأخيرة تتشكّل معالمها داخل كتابات الباحثين، بحكم الإمكانات التي تُتيحها كتاباته النقدية بوصفها كتابة تقترب من الفكر. وإذا تتبعنا مُجمل كتاباته سنجد أنّ مفهوم الكتابة لديه لا يتغيّر، وغالباً ما يُدهش كيليطو القرّاء بما يكتبه ويُفكّر فيه ويعمل على ترميمه.