تأتي أهمية هذه المحاضرة انطلاقاً مما يطرحه موضوع أنثروبولوجيا الجسد في الأدب من قضايا وإشكالات. ذلك إنّ الدراسات في هذا الموضوع العلمي قليلة وتحتاج إلى مزيد من التفكير في تمثلات الجسد داخل المنجز الروائي المغربي. فالثقافة المغربية لم تطرق باب التفكير في الجسد ولا عملت من خلال دراسات فكرية أصيلة على استقراء الجسد والطريقة التي تم بها تخييله داخل المُنجز الروائي. إذْ هناك العديد من الروايات التي اشتغلت على الجسد وعملت على تكثيفه مفاهيمه داخل السرد الروائي بكل ما يحمله هذا المفهوم من مرجعيات سياسية وترسّبات اجتماعية وبنية ثقافية متجذّرة في المجتمع الذي تنتمي إليه.
ويعد جمال بوطيب من الأكاديميين والنقاد المغاربة الذين قدموا الشيء الكثير للدرس الروائي والنظرية الأدبيّة. وتتميّز مؤلفاته في كونها تمزج بين المرجعية الأكاديمية المستندة على المفاهيم والنظريات، ثم قدرته على تحليل المتون الأدبيّة والكشف عن ما تحبل به من أسرار وجماليات. كما أنّ بوطيب يعتبر واحداً من كتاب القصّة ونموذجاً من الكتّاب الذين لهم القدرة على عيش نوع من التعدد الأدبي في ذواتهم بين الكتابة النقدية ونظيرتها الأدبيّة.




