تأتي قيمة هذا العمل المسرحي أنه يدخل ضمن المشروع الفني الذي يدافع عنه لحلو، حيث يصبح مفهوم الالتزام بمثابة قضية مركزية تحرّك الشخصيات وتجعلها تبني حواراتها وفق منزع فكري يتأمّل الواقع ويحاول من خلاله كتابة نصوص مسرحية تدافع ن الحق والعدالة والحرية. لذلك، يبرز اسم نبيل لحلو كواحد من المخرجين المسرحيين الذين استطاعوا إخراج المسرح المغربيمن البعد الترفيهي والزج به في أحضان مسرح تجديد يضع الحداثة في قلب أعماله المسرحية، تأليفاً وإخراجاً. وقد برز منذ ثمانينيات القرن العشرين اسم نبيل لحلو في كونه من الفنانين المغاربة الذين يعيشون نوعا من التعدد الفني في ذواتهم بين التمثيل والكتابة المسرحية والإخراج السينمائي، بما يجعل المرء يفطن إلى أنه أمام فنان متعدد وقادر داخل أشكال تعبيرية مختلفة اجتراح أفق فني مغاير.
يحرص فريق مسرح محمد الخامس بين الفينة والأخرى على المزج بين الأعمال المسرحية الأصيلة وبين نظيرتها الترفيهية التي يراهن عليها الجمهور ويحاول أن يبني معها أواصر صداقة جديدة، في وقتٍ يتراجع فيه المسرح إلى الوراء، مفسحة المجال أمام أشكال تعبيرية مختلفة أخرى تجد في عنصر الصورة مجالاً للتعبير عن بعض القضايا والإشكالات التي تطبع سيرة الواقع.




