تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدم مقاربة جديدة داخل المشهد النقدي لكونه يقف عند حدود تشريح المصطلح السردي وفهم الطريقة التي بها يشتغل داخل المؤلفات، خاصة وأن المفاهيم والمصطلحات تلعب دوراً بارزاً في ثنايا الخطابات النقدية، فهي دائمة التجدد وتحتاج بين فينة وأخرى إلى عملية تأمّل في ميكانيزمات اشتغالها وفم المنطلقات المعرفية التي تتأسس عليها. لذلك فإن الحاجة تأمل المعاجم السردية والشعرية تظل ذات قيمة وتحتاج إلى تفكيك دقيق لفهما واسيعاب حدود التقاطع والتلاقي بينها وبين علوم أخرى. تقول الباحثة «يسعى هذا الكتاب إلى التفكير في السرد من منطلق يركز على المصطلح»، إذ ستشكل «المصطلحات السردية» مجالا للبحث في عينة ثابتة من النصوص التي تنتمي إلى الحقل النقدي العربي بالتركيز على مشروع الناقد سعيد يقطين بوصفه عالماً وباحثاً راكم العديد من الأبحاث والدراسات التي اهتمت بالسرد العربي، قديمه وحديثه.
لذلك فهي لا تشتغل «في إطار علم المعجم الذي يتناول أبنية الألفاظ واشتقاقها ودلالاتها، وإنما ندرج عملنا ضمن عملية صناعة المعجم متجاوزين الجانب التنظيري والعلمي الذي تميز به «علم المعجم»، لنصبح أمام ممارسة تقنية وتطبيقية تتَتَبّع مشروع الناقد الذي استطاع خلق منظومة متكاملة من المفاهيم النقدية في معالجة مختلف قضايا السرد العربي والرواية الجديدة.من هذا المنطلق، يطمح هذا الكتاب إلى أن يكون تجربة مغايرة في التأليف النقدي العربي بانفتاحه على مجال المعجم ضمن مقاربة شمولية تهدف إلى الإحاطة بمشروع الناقد يقطين، وتقريبه من عموم الباحثين والطلبة والقراء، ونحسب أننا نحتاج في الوطن العربي إلى تجديد آليات مقاربتنا للنصوص بما يتماشى مع التطورات المعرفية السريعة التي تجعل من مواكبة هذه التطورات أمرا لا مفرّ منه لأيّ معرفة أكاديمية رصينة».
