يشارك في هذه الندوة الوطنية كل من حسيبة الدار وعمر حلي وعبد العالي قادة وإسماعيل زويرق وعبد الفتاح شهيد وفيصل أبو الطفيل وعبد الرحمان إكيدر ومولاي أحمد رفيق الخير. إذْ سيعملون على إبراز ما يُميّز هذا الأدب الصوفي مقارنة مع الأنماط الأدبيّة الأخرى، سيما وأنّ التراث الصوفي حاضرٌ بقوّة داخل بنية الثقافة المغربية، وذلك لأنّه أدبٌ مؤثّر في العديد من الأعمال الأدبيّة التي جعلت من التصوّف بعداً جمالياً تنطبع به النصوص. فإذا عدنا إلى تاريخ الثقافة المغربية سنكتشف أنّ في هذا الأدب ما يستحقّ القراءة والتأمّل، لكونه يُقدّم خطاباً أدبياً يهجس بالتجريب والصمت. ويُشكلّ الأدب الصوفي بالنسبة للعرب تراثاً غنياً يستفيد منه حتّى الأدب الغربي في كثير من الأحيان. كما يُشكّل بالنسبة للمبدعين هاجساً مؤرقاً بحكم صعوبة قراءة بعض متونه الفكريّة الصعبة، لكنْ والغنيّة من ناحية المفاهيم والإشارات.
تُساهم مثل هذه الندوات في تسليط الضوء على العديد من القضايا والإشكالات ذات الارتباط بالأدب المعاصر. إذْ على الرغم من اهتمام الأدب الحديث بالخطاب الصوفي، فإنّ نظيره المعاصر، ما يزال يجد فيه ما يُثير التفكير والتأمّل والاهتمام والعمل على بلورة خطاب أدبي يُضمر العديد من خصائص هذا الأدب ومميّزاته وقيمته في إضفاء ميسمٍ جمالي على مختلف النصوص الأدبية التي جعلت من الخطاب الصوفي أفقاً للتفكير لها.