بمناسبة الدورة الـ 12 لـ«أسبوع الجمل»، كان لنا هذا الحوار مع رئيسة مجلس جهة كلميم-واد نون مباركة بوعيدة:
بداية ماذا يمثل مهرجان «أسبوع الجمل» لجهة كلميم وما القيمة الثقافية التي يُقدّمها لبوابة الصحراء؟
قيمة هذا المهرجان جد مهمة، لأن «أسبوع الجمل» أصبح في عمره 12 سنة ويطمح إلى أن يلعب دوراً مهماً داخل المدار الجهوي والوطني من أجل التعريف بالثقافة الحسانية وبالثقافة الأمازيغية والثقافة الوادنونية بشكل خاص. ذلك إن ميزة جهة كلميم واد نون تتمثل في هذا المزيج الثقافي بين الحساني والأمازيغي، هذا إلى جانب مؤهلاتها الطبيعية التي تبقى وحيدة في المغرب التي تتوفر على بحر وبر وصحراء وجبال وغيرها.
هذا المهرجان مناسبة للتعريف بمؤهلات الطبيعية والثقافية كجهة ومناسبة أيضاً لخلق دينامية اقتصادية واجتماعية كبرى وضرورة ملحة للانفتاح على العالم الآخر، خصوصاً على الدول التي تربطنا بها علاقات جد قوية وهو ما حاولنا التركيز عليه من خلال عنوان هذه الدور والمرتبط بفكرة العمق الإفريقي، وهو شيء مهم بالنسبة لنا من أجل إحياء هذه العلاقات التاريخية والقبلية والعائلية مع دول جنوب الصحراء والساحل.
حينما نتحدث اليوم عن المهرجانات الفنية، نكون دائماً في حضرة الدبلوماسية الثقافية التي تصبح من خلالها الثقافة تلعب دوراً بارزاً كدعامة دبلوماسية. إلى أي حد في نظرك يستطيع أسبوع الجمل أنْ يلعب دوراً على مستوى الدبلوماسية الموازية؟
المهرجان يتطوّر سنة بعد أخرى والفكرة مبنية على استقطاب وفود تمثل دول أخرى من أجل التعريف بالجهة وخلق المسار الدبلوماسي الذي تكلمت عنه. واليوم الصحراء المغربية بجهاتها الثلاث تفتخر بما يقوم به الملك محمد السادس من تنمية وقيادة قوية للأقاليم الجنوبية واليوم أصبحت نتائجه ظاهرة ويعترف بها الجميع دولياً. لذلك فإنّ هذا التواصل الدبلوماسي، سيبقى دائماً مستمراً بشكل يومي. كما أنّ المهرجانات الثقافية تُعبّر عن هذا التواصل الدبلوماسي.
باعتبارك رئيسة للجهة، ما هي أهم الاستثمارات الثقافية التي اشتغلتم عليها خلال الأعوام الأخيرة؟
من بين الاختصاصات الحقيقية للجهة، يوجد دعم المهرجانات الثقافية والرهان عليها ونحن اشتغلنا كثيراً على هذا البعد الثقافي، إذْ لدينا اتفاقيات شراكة قوية مع وزارة الثقافة بلغت ّأكثر 312 مليون درهم. ومن بين المحاور المهمة في هذه الشراكة هو دعم المهرجانات حيث يتم سنوياً رصد حوالي 12 مليون درهم للمهرجانات على مستوى الأقاليم الـ4، وذلك حسب كلّ مهرجان وأهميته وحجمه. هذا بالإضافة إلى كل المشاريع المتعلقة بالثقافة التي تظل بالنسبة لنا جد مهمة كبناء مراكز للثقافة وتنشيطها.
ماذا عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية؟
هناك برامج كبرى تزخر بها الجهة حيث تمت المصادقة على عقد برنامج بقيمة 12,9 مليار درهم أيْ أكثر من 57 مشروع حيث نشتغل كثيراً على إنجاز الشبكة الطرقية داخل المنطقة، كما نشتعل على وشراكات مع وزارة الصحة من أجل تكميل الخريطة الصحية داخل المنطقة، كما نعمل مع وزارة التعليم على تعميم مدارس الريادة بالجهة ونريد أن تكون أول جهة نموذجية في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى مشاريع أخرى متعلقة بالتكوين حيث تدعّم الجهة مجموعة من الطلبة لإعادة النظر في التوجيه وخصوصاً الرفع من مستوى الدراسة العليا لطلبة الجهة.




