تحرص مؤلفة الكتاب على تقديم سردية معرفية تروم إلى التفكير في ميكانيزمات إنتاج المدن بالمغرب، حيث ترى أن « سياسة التفكير في إحداث مدن جديدة مجاورة في الغالب للمدن الكبيرة ظاهرة قديمة جديدة. ولعل من الأسئلة التي تفرض نفسها على كل ملاحظ لهذه الظاهرة: سؤال مدى استجابة هذه الكيانات الحضرية الجديدة فعلاً لمتطلبات الحياة الحضرية. أليست المدن الجديدة في الكثير من الحالات، خصوصاً عندما توظف لغابة السكن لا غير مجرد مجالات حضرية شبيهة بـ آلات معدة للسكن مثلما سبق وقال هنري لوفيفر ».
لذلك فإنّ فهم حالة «تامسنا، باعتبارها حالة متقدمة على مستوى الإنجاز، مقارنة مع المدن الجديدة التي أعلن عن إحداثها سنة 2004 يشكل منطلقاً لفهم الكثير من التحولات التي تشهدها المجالات الحضرية بالمغرب، خصوصاً الاختلالات التي صاحبت إخراج مشروع المدينة الجديدة إلى الوجود والصعوبات التي واجهها الفاعلون الأساسيون في خضم سيرورة الإنتاج. ولا شك أن تناول إشكالية إنتاج المدينة الجديدة تامسنا اليوم مفيد لإدراك تحديات ومآلات التطوّر الحضري بالمغرب والتي هي غير مفصولة عن المطالب والحاجيات المتزايدة للساكنة على مستوى السكن والتجهيزات والأنشطة المدرة للدخل. إذْ شكلت المدن الجديدة وما تزال مختبراً للابتكار والتجريب بالنسبة للفاعلين في مجال تهيئة المجال الحضري وإنتاجه».
