اختار فريق المهرجان هذه السنة أنْ تمل عنوان « الإيقاعات والرموز الخالدة » حيث سيُشارك أكثر من 600 فناناً وفنانة من ربوع المملكة المغربية. بل إنّ المتابع لأطوار هذا المهرجان سيجد أنّ عدد الفرق المشاركة سنوياً تزداد وأنّ الإقبال الجماهيري كبير، بحيث دأبت ساكنة مدينة مراكش على حضور فعاليات هذا المهرجان والاستمتاع بزخم الإيقاعات المحلية وأغانيها. وهو مهرجان رغم ما يبدو عليه من ترفيه، فإنّه يُقدّم فسحة شعبيّة ثرّة وغنيّة تُلامس العمق الحضاري للبلد وتُظهر إمكاناته من ناحية التاريخ ودوره في بناء المستقبل وإعطاء شرعية للراهن. وإذا كان المهرجان يُقدّم منتوجه الفني، فذلك لأنّ التراث الشعبي غنياً بالرموز والدلالات. فأنشطة المهرجان عبارة عن أغانْ وعزف وإيقاعات ورقصات من كلّ بقاع المغرب، بما يُظهر الزخم الفني الذي يُميّز المغرب مقارنة ببلدانٍ أخرى.
وتأتي أنشطة المهرجان على شكل سهرات في عدد من الفضاءات الأثرية وكرنفالات فنّية تقتحم الفضاءات العمومية وتجعل الموروث الشعبي يعيش حياة جديدة. بيد أنّ هذا الاهتمام بالموسيقى الشعبية والتعريف بها هو ما يجعلها باقية في الذاكرة والوجدان. وبالتالي، فإنّ مثل هذه المهرجانات تحافظ على التراث الغنائي المحلي وتضمن ديمومته داخل الراهن. كما يُتيح هذا المهرجان سنوياً فرصة للقاء بين الفنانين من كل مناطق المغرب، بما يجعلهم يحتكّون ببعضهم البعض ويخلقون نوعاً من المثاقفة التلقائية بين التجارب الموسيقية والقوالب الغنائية.