ويعزى هذا التراجع حسب المهتمين إلى عدة أسباب منها على الخصوص، وفاة العديد من رواد هذا الفن، في ظل غياب الخلف، والتطور التكنولوجي الذي صاحبه ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل فضاءات للعروض أكثر سهولة وتوفرا.
وفي هذا الصدد، قال الحاج مصطفى حامد، من أعيان دكالة، الذي داوم على زيارة موسم مولاي عبد الله أمغار منذ أكثر من 50 سنة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، « مع الأسف بدأ موسم مولاي عبد الله أمغار يفقد واحدة من أبرز فقراته، وهي الحلقة » التي لطالما شكلت إضافة مهمة لباقي الأنشطة الدينية وفن التبوريدة والصيد بالصقر والفنون الاحتفالية التي يتميز بها موسم مولاي عبد الله أمغار منذ عقود.
وأشار إلى أن الموسم كان يتميز بمشاركة أسماء مهمة من رواد الحلقة، تستقطب عددا كبيرا من الزوار لمشاهدة العروض الحية في فضاء « المحرك » حيث كانت الفرجة تستمر طيلة الليل وإلى غاية الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف الحاج حامد، أن دور « الحلاقي » تراجع بشكل كبير، إذ بعد « وفاة عدد من الرواد لم يعد أحد قادرا على تقديم الفرجة التي اعتاد هؤلاء الرواد على تقديمها للجمهور والزوار »، مبرزا أنه رغم بروز بعض الوجوه الجديدة إلا أنها لم تكن قادرة على سد الفراغ الذي تركه الجيل السابق.
وفي تصريح مماثل، أكد عبد الله الرخامي، فاعل جمعوي، أن السبب في تراجع حضور الحلاقي بموسم مولاي عبد الله، يعود إلى تراجع دور د ور الشباب، التي كانت تساهم في تثقيف وتكوين وتأطير الشباب.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بتراجع دور الفكاهة والعروض الحية بشكل عام في ظل التطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي، التي لم تعد تترك فرصة للشباب للتردد على مثل هذه الأماكن لتشجيع رواد هذا النوع من الفكاهة الذي يسير في اتجاه الانقراض.
ورغم قلتها ما زال بإمكان زوار موسم عبد الله أمغار، المنظم إلى غاية 11 غشت الجاري بالجديدة، الاستمتاع ببعض العروض المرتبطة بفن الحلقة نسبيا، على غرار الألعاب البهلوانية، وترويض الثعابين، بالإضافة إلى حلقة « الغرام وزوجته » وهي الوحيدة التي ظلت وفية لفن الحلقة الحقيقية، التي تعتمد على الحوار أو المونولوغ.