تأتي قيمة هذا اللقاء الثقافي، أنه يقدم للأجيال الجديد نموذجاً كبيراً من الكتاب المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية والذين عملوا من خلال لغة الآخر على تكسير الحدود القائمة بين الثقافات، بغية اجتراح أفق معرفي مختلف، ينفي الحدود والسياجات ويعطي للكتابة الخالصة بعداً كونياً سيما وأنّ كتابات بنجلون، ظلّت دائماً تعبّر عن الهوية العربية لكن من منظور مختلف على مستوى اللغة. وعلى مدار سنوات، استطاع بنجلون أنْ يكون أحد أهم الأسماء البارزة في المشهد الفرنكفوني، انطلاقاً من عددٍ من رواياته ومؤلفاته ذات صلة بالأدب والفنّي. يُقدّم اللقاء صورة بانورامية عن تجربة أدبية، ما تزال لم تحظى بقيمتها الأدبيّة داخل الثقافة المغربية، بحكم التباعد الموجود بين كتاب العربية واللغة الفرنسية، ذلك إن كتاب العربية يعتبرون الفرنسية لغة استعمار لا أكثر.
في السنوات الأخيرة، بدأت تطالعنا مواهب أخرى في سيرة بنجلون، يتعلق الأمر بلوحات فنية يحاول عبرها صاحب « ليلة القدر » أنْ يكسّر الحدود القائمة بين الكتابة والتشكيل. هذا الأخير، ليس مجرّد ترف، بقدر ما ينبع من قناعة ذاتية تعطي للكاتب إمكانات أخرى للتعبير عن أفكاره ومواقفه وقناعاته وتجعله يجرّب الأشكال والصباغة والألوان للتعبير عن جسده. بين الكتابة واللوحة، يعمل بنجلون على تشييد أفق معرفي يحاول عبره أنْ يعطي للجسد إمكانات مختلفة لقول ما لا تستطيع الكتابة أنْ تقوله، لكن اللوحة تستطيع في لحظة ما أنْ تبوح ببعضٍ من أسراره ومباهجه.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا