يأتي اختيار « السينما والأدب والفلسفة » موضوعاً لهذه الندوة العلمية، على خلفية أهمية العلاقة داخل الفترة الراهنة. بحيث يجد المشاهد للسينما أنّ هذا الفن يتجاوز كونه وسيطاً بصرياً، صوب أعمال سينمائية يتداخل فيها الأدب والفلسفة. فالسينما تتوفّر على إمكانات مذهلة تجعلها تغدو فكراً وليس فقط مجرد فن للتسلية والمتعة. كما أنّ الفن السابع بوصفه فضاءً لصناعة الأفكار وتحريرها من الميثولوجيات العمياء بسبب رحابة الصورة وإمكاناتها المتعدّدة واللامتناهية على مفهوم التأويل، فإنّ السينما تكون قادرة على بلور الفكر وصناعة الأفكار، بدل أنْ تكون وسيطاً يخلق المتعة والتسلية.
يشارك في هذه الندوة كل من نور الدين موعابيد وتوفيق حماني والطيب الحيدي وعبد الفتاح جنيني. إذْ ستُقدّم هذه الأسماء مجموعة من المداخلات المتقاطعة بين السينما والفلسفة والأدب. وذلك من أجل تشريح أفق هذه العلاقة وتوضيح طبيعتها وإمكاناتها وجمالياتها داخل مجمل الفكر الإنساني. ورغم المداد الكبير الذي أُسيل عن هذه العلاقة، ماتزال محتشمة داخل الثقافة المغربية، بسبب عدم قدرة هذه الأخيرة على ابتداع أفكار ومفاهيم بإمكانها خلق تجاذبات فنية وفكرية بين السينما والفلسفة والأدب.