ويتحدث الفيلم عن موسيقى غناوة ولكن بطريقة جديدة لم يسبق تصويرها بهذه الطريقة. ذلك إن عناب قاربت الموضوع من وجهة نظرٍ شخصية تتبّعت فيها قصة رجل مع آلة السنتير والمراحل الجنينية التي تمُرّ منها هذه الآلة. بيد أن المخرجة تعاملت مع الآلة بوصفها كائناً حياً، إذْ تُصوّرها بشكل موازي مع الشخصية الرئيسية، ما يجعل المُشاهد لا يقيم أيّ حدود أو سياجات أثناء المشاهد، لكونه يُشاهد مراحل نمو الآلة وكأنّها كائنٌ حيّ. ورغم أن الفيلم لم يحصل على أيّ جائزة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إلاّ أنّه ترك أثراً إيجابياً كبيراً في نفوس النقاد. وذلك لكونه من الأفلام المختلفة والمغايرة التي تُقدّم الوثائقي برؤيةٍ جديدة تستلهم الموروث المغربي وتُعبّر عنه برؤية بصرية حديثة.
جدير بالذكر أنّ جميلة عناب رغم ممارستها الحديثة لفنّ الإخراج السينمائي، إلاّ أنّ لها مجموعة من الكتب النقدية الهامّة حول السينما المغربية. وتعتبر من الأقلام النسائية النيّرة التي تكتب بوعي نقديّ مختلف وتحاول دوماً تسليط الضوء على قضايا وإشكالات تتأرجح بين الأدب والسينما كما هو الحال في كتابها الأوّل.