في هذا الروبورتاج الخاص باليوم الثاني من المهرجان، تنقلنا جداريات المدينة القديمة إلى التفكير في علاقة الفن بالفضاءات العمومية وكيف يمكن للفنّ أنْ يغدو وسيلة تواصل مع المواطنين، باعتباره وسيطاً بصرياً يُجمّل حياة الناس ويدخل البهجة على قلوبهم ويجعلهم يحلمون بغدٍ أفضل. ورغم أنّ الجداريات كانت ذات طابع تصويري محض، فإنّها على الأقل شجّعت الفنانين على اقتحام عوالم المدينة القديمة بأزمور وارتياد أراضيها وجدارياتها وتحويلها إلى فضاءاتٍ متخيلة / واقعية ينقلون إليها مجموعة من الأفكار والارتسامات ذات علاقة بعالمنا المعاصر.
وفي تصريحه الخاص، رأى مدير المهرجان منير الحلو بأنّ الدورة الأولى من مهرجان الفنون التشكيلية، تعتبر دورة مؤسسة لدورات قادمة هدفها تشجيع الفن في المدينة والعمل على اجتراح صورة مغايرة تليق بمكانتها وقيمتها على خلفية ما تتوفر عليه من تاريخ وذاكرة. كما أنّ هذه المدينة وبحكم ريادتها، بوصفها عاصمة للفن والثقافة، تدعو إلى الانتباه وإلى ما تحبل به من أسرار تاريخية قادرة على أنْ تكون أفقاً للتفكير والحلم فيما تشهده المدينة اليوم من تحولات بنيوية.