ندوة دولية بجامعة ماربورغ تبحث الهوية والتعايش بين الثقافات المغربية والألمانية

ندوة دولية بجامعة ماربورغ تبحث الهوية والتعايش بين الثقافات المغربية والألمانية

في 23/10/2025 على الساعة 18:52

نظّم مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ الألمانية، بشراكة مع مختبر الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية والثقافية والفلسفية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، ندوة دولية بعنوان « الهوية والتعايش »، يوم 18 أكتوبر الجاري، بمقر المركز بمدينة ماربورغ.

وسعت الندوة إلى تعميق النقاش حول قضايا الهوية في ظل التحولات العالمية الراهنة، واستكشاف سبل تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الثقافات، خصوصا بين المغرب وألمانيا، في زمن تتقاطع فيه الانتماءات وتتشكل فيه أنماط جديدة للتفاعل الإنساني.

وشارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين من البلدين، من بينهم البروفيسور ألبرشت فوس، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ماربورغ، والدكتور عبد القادر محمدي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، والدكتورة العالية ماء العينين، أستاذة الدراسات العربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى جانب ناديا يقين، الباحثة والإعلامية بجامعة ماربورغ ومديرة المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، وهشام عبيدي، الباحث في قضايا الشباب والأعمال الاجتماعية بالمركز ذاته. وقد أدار الجلسة الدكتور عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ماربورغ.

وتنوّعت المداخلات بين مقاربات سوسيولوجية وثقافية وفكرية، حيث تناول ألبرشت فوس تجربة التعايش المغربي-الألماني من منظور شخصي وتاريخي، مشيرًا إلى تحوّل الصور النمطية عن المغاربة في ألمانيا بعد اكتشافه لعمق الكرم والانفتاح الثقافي في المجتمع المغربي.

أما الدكتورة العالية ماء العينين فناقشت مفهوم « الهوية السائلة » في زمن الذكاء الاصطناعي، مؤكدةً أن الثورة الرقمية أعادت تشكيل مفاهيم الانتماء والاندماج. بينما ركّز الدكتور عبد القادر محمدي على الهجرة والاندماج من زاوية أنثروبولوجية، معتبرًا أن معرفة الآخر تمثل المدخل الأساس للتعايش الإيجابي.

ومن جانبها، أبرزت ناديا يقين الدور الرمزي للطعام كجسر للتقارب الإنساني بين الثقافات، من خلال نموذج لمغربية من الجيل الأول بألمانيا ساهمت أطباقها المنزلية في بناء جسور تواصل مع جيرانها الألمان رغم حاجز اللغة. كما قدم هشام عبيدي قراءة علمية لمفاهيم الهوية والتعايش وأثرها في بناء جسور الثقة بين الشعوب.

وأكد المشاركون في ختام اللقاء أن الهوية لا تُعد عاملًا للفصل، بل إطارًا للتعارف والحوار، مشددين على أن التفاعل الثقافي يشكل حجر الأساس لبناء مجتمعات أكثر انسجامًا وانفتاحًا.

وعلى هامش الندوة، عُقد اجتماع لتحديث بنود اتفاقية الشراكة الأكاديمية بين جامعة ماربورغ وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، تمهيدًا لتفعيلها قريبًا. وتهم هذه الشراكة الإشراف المشترك على طلبة الدكتوراه، وتبادل الخبرات، وتنظيم تظاهرات علمية مشتركة.

كما نظّم المركز جولة ثقافية للوفد المغربي لاكتشاف المعالم التاريخية لمدينة ماربورغ، التي تُعد من أعرق المدن الجامعية في ألمانيا، وتحتضن جامعة فيليب ماربورغ، أقدم جامعة بروتستانتية في العالم، فضلاً عن إرثها الأدبي المرتبط بالأخوين غريم، مؤسسي الحكاية الشعبية الألمانية، ما أضفى على الزيارة بعدًا ثقافيًا وإنسانيا مميزا.

تحرير من طرف هيئة التحرير
في 23/10/2025 على الساعة 18:52