ويحاور الباحثة كل من أمينة اليملاحي وعبد الرحمان المنصوري والحسين آيت عبد الرفيع في موضوع مرتبط بالتداخلات اللغوية ومدى تأثيرها على الطفل. ذلك إنّ الزمن الذي نعيشه يفرض بطريقة تلقائية على الطفل زخماً من اللغات سواء داخل وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي أو حتى داخل المدارس العمومية التي أصبحت تُشجّع تعلّم اللغات والتدريس باللغات الأجنبية من أجل معرفة التحولات التي بات يعرفها النظام التعليمي في العالم. وحسب عنوان الكتاب ترى الباحثة أنّ مسألة التداخلات اللغوية لها تأثير على عملية تلقّي اللغة العربية بالنسبة للطفل، بحكم أنّه يكون في مرحلة يصعب فيها تمييز لغةٍ عن أخرى. كل هذا في وقتٍ نعثر فيه على دراسات علمية تؤكّد أنّ الأطفال لهم القُدرة على تعلّم لغات كثيرة والتواصل بها بطريقة سلسة مقارنة بالأشخاص المتقدّمون في السن.
وتأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يضع الباحثين أمام معضلة حقيقية ذات علاقة بالأطفال وطرق تعليمهم وتدريسهم والطريقة التي ينبغي بها جعل تعلّمهم متواصلاً. والحقيقة أنّ الثقافة المغربية لا تتوفّر على مثل هذه المؤلّفات ذات الصلة بالطفل، فهي ثقافة معنية بالمفاهيم والنظريات، لكنّها تُهمّش الأنماط المعرفية الأخرى المرتبطة بطرق التعلم عند الأطفال والتي تكون دائماً صعباً وفي حاجةٍ كبيرة أنْ يكون الباحث يقوم بسياحات طويلة في تاريخ الفكر البشري.